سرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا

كتب المقال: د. محمد شحيط 

استشاري أورام المسالك البولية وجراحة الروبوت والبروستاتا

دققت المقال: د. حنين ابو هاني

تُعدّ غدة البروستات (Prostate gland) أحد الغدد الخاصة بالذكور، وهي غدة مطاطية صغيرة الحجم بحجم حبة البندق تقع مباشرةً تحت المثانة أمام المستقيم، وتُحيط بمجرى البول، وتقتضي وظيفتها على تصنيع السائل الذي يشكل جزءًا من السائل المنوي والمُسمّى بالمني (Semen)، وهو السائل الذي يحمي ويُغذّي الحيوانات المنوية أثناء عملية القذف.

الفرق بين سرطان البروستات وتضخّم البروستاتا الحميد

ينشأ سرطان البروستات عن نمو الخلايا وانقسامها وتكاثرها بشكل غير طبيعي مكونةً ورمًا سرطانيًا في البروستات، أمّا تضخم البروستات الحميد فهو تضخّم غير طبيعي لخلايا غدة البروستات إلا أنّه لا يُعدّ تضخّمًا سرطانيًا ولا يؤدي إلى سرطان البروستات.

يُحدث كلًا من سرطان البروستات وتضخم البروستات الحميد أعراضًا مشابهة مثل ضعف اندفاع البول وتكرار التبول لا سيما أثناء الليل، إلا أنّ تضخّم البروستات الحميد لا ينتشر إلى أعضاء الجسم الأخرى كما هو الحال في سرطان البروستات.

يُعدّ كلًا من سرطان البروستات وتضخم البروستات الحميد شائعيْ الحدوث، فمن الجدير ذكره أنّ كل رجل من أصل 7 رجال يُصاب بسرطان البروستات، وكل رجل من أصل رجليْن تتجاوز أعمارهما 50 عامًا قد يصاب بتضخّم البروستاتا الحميد.

عوامل الخطورة للإصابة بسرطان البروستاتا

قد تُساهم مجموعة من العوامل بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وأهمها ما يأتي:

  • العمر:

إنّ خطر الإصابة بسرطان البروستات قد يزداد عند الذكور بعد تجاوزهم 50 عامًا.

  • العامل الوراثي:

إنّ 10% من أورام البروستاتا تحدث عند الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا لا سيما عند إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى؛ كالأخ أو الأب.  

  • زيادة مؤشر كتلة الجسم عن الحدّ الطبيعي.

  • نمط الحياة الخامل:

إذ أنّ إهمال ممارسة الرياضة وتراجع النشاط البدني قد يزيد من خطر الإصابة.

  • اتباع نظام غذائي غير صحي.

  • التدخين.

بالرغم من أنّ بعض هذه العوامل يصعب التحكم به إلا أنّ البعض الآخر يمكن تغييره؛ كاعتماد نظام غذائي صحي، والإقلاع عن التدخين، والحفاظ على الوزن المثالي.

أعراض سرطان البروستات

يكمن التحدي الأكبر في سرطان البروستاتا في تشخيصه مبكرًا لا سيما في ظل غياب أعراض تحذيرية لسرطان البروستات في مراحله الأولى، فغالبًا ما تظهر الأعراض في المراحل المتقدمة للمرض، ومن أبرزها ما يأتي:

  • صعوبة في التبول.
  • كثرة التبول في الليل.
  • إحساس بحرقان أو ألم أثناء التبوّل.
  • ألم في أسفل البطن أو الظهر. 
  • خسارة غير مبررة في الوزن.

تشخيص سرطان البروستاتا

يتمّ تشخيص سرطان البروستات بالاعتماد على كلّ ممّا يأتي: 

  • التاريخ المرضي.
  • الفحص السريري. 
  • بعض الفحوصات المخبرية: 

أهمّها فحص المستضد النوعي للبروستات في الدم (PSA)؛ والذي تُنتجه غدة البروستات، ولكنّه لا يُعدّ فحصًا خاصًا بسرطان البروستات؛ فقد يرتفع كذلك في حالات أخرى؛ كتضخم البروستات الحميد والتهاب البروستات.

مراحل سرطان البروستات

يُصنِّف الأطباء سرطان البروستات إلى 4 مراحل، كما يأتي:

  • المرحلة الأولى:

عادةً ما يكون سرطان البروستاتا في مراحله الأولى صامتًا، ويقتصر على وجود ورم سرطاني في غدة البروستات؛ فهو لا يسبب أي أعراض على المريض، ويتم اكتشافه بالصدفة عادةً عند إجراء جراحة أو فحوصات لأسباب أخرى.

  • المرحلة الثانية:

في هذه المرحلة يكون حجم الورم صغيرًا أيضًا، ولكن يمكن اكتشافه من خلال الفحص االسريري، وفي هذه المرحلة كذلك لا يُسبب أي أعراض.

  • المرحلة الثالثة:

في هذه المرحلة تنتشر خلايا السرطان خارج البروستاتا وتنتقل إلى المناطق المجاورة، إلا أنها لا تنتشر إلى العقد اللمفاوية، وتُعدّ صعوبة التبول أكثر الأعراض شيوعًا في هذه المرحلة.

  • المرحلة الرابعة:

في هذه المرحلة تنتشر الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفاوية والأعضاء المجاورة والبعيدة عن البروستاتا؛ كالعظم، والكبد، والرئتين، ويعاني المريض في هذه المرحلة من صعوبة في التبول وأعراض عامة؛ كألم العظم والتعب العام.

خيارات العلاج

يعتمد علاج سرطان البروستات على مرحلة الورم وعمر المريض، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض، ومن الخيارات العلاجية المتاحة لسرطان البروستاتا ما يأتي:

الجراحة

تُعد جراحة إزالة البروستاتا بالكامل (الاستئصال الجذري للبروستاتا) أكثر علاجات سرطان البروستاتا شيوعًا، ويجب الإشارة إلى أنّ معظم عمليات سرطان البروستات الجراحية تهدف إلى الحفاظ على الأعصاب التي من شأنها التحكم في عملية الانتصاب، ورغم ذلك فقد تحمل بعض المخاطر، ومنها ما يأتي: 

  • سلس البول.
  • العجز الجنسي.
  • التهابات بولية.

العلاج الهرموني

من المعروف أنّ خلايا سرطان البروستات تنمو بمساعدة الهرمون الذكري، ولذلك فقد تمّ استحداث عدة طرق للسيطرة على الخلايا السرطانية المنتشرة بالجسم من خلال إعطاء هرمونات تعمل على تثبيط الهرمون الذكري؛ ممّا يُقلل من معدل نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.

العلاج الإشعاعي

يقتضي العلاج الإشعاعي على استخدام الأشعة السينية، أو الحزم الإلكترونية المركزة، أو النظائر المشعة ذات القوة العالية؛

لقتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الورم، ومن أهم الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج ما يأتي: 

  • خلل الانتصاب الوظيفي.
  • الإلحاح البولي.
  • البيلة الدموية. 
  • التهاب الأمعاء الغليظة الذي يؤدي إلى حدوث إسهال دموي متكرر.
  • انسداد مجرى البول.

العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي أدوية كيماوية محددة للقضاء على الخلايا السرطانية من خلال حقنها في الوريد، ويُستخدم في علاج المراحل المتقدمة من سرطان البروستات؛ لتخفيف أعراض المريض وتحسين جودة حياته. 

التشخيص المبكر

يساعد التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا في إنقاذ الأرواح وزيادة نسبة الشفاء بشكل ملحوظ، فحتى في المراحل المتقدمة للمرض يمكن أن تساعد العلاجات الحديثة على إطالة عمر المريض وتحسين جودة حياته، ومع ذلك فقد يرتفع معدل الوفيات نتيجةً لعدم الكشف المبكر.

وعليه، وبناءً على توصيات طبية عالمية يجب أن يخضع كل الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 40 عامًا إلى إجراء اختبار الدم المسمّى بفحص المستضد النوعي للبروستات في الدم (PSA)، لا سيما في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستات.

مع التوصية بضرورة إجراء هذه الفحوصات سنويًا للتأكد من صحة البروستات، وضرورة مراجعة الطبيب وإشعاره بالتاريخ العائلي الذي يساعد في تحديد عوامل الخطر ومراقبة البروستات على نحو دوري.

1 reply

Trackbacks & Pingbacks

  1. […] أمراض أخرى: مثل السكري، إصابات دماغية سابقة، سرطان البروستاتا، أو […]

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *