فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

كتب المقال: زكريا أبو الكشك

دققت المقال: سهيلة دبابسة

يعد فقر الدم من المشكلات التي يعاني منها المجتمع الأردني بمختلف أسبابه، إذ أوضحت دراسة نُشرت في مجلة Eastern Mediterranean Health Journal عام 2019 أن فقر الدم يُصيب الذكور بنسبة 4.9%، والإناث الحوامل بنسبة 27.4% والإناث غير الحوامل بنسبة 19.3%. [1]

يُعّرف فقر الدم على أنه نقص في عدد كريات الدم الحمراء في الدم أو نقص في تركيز الهيموجلوبين في الدم أو نقص في حجم الخلايا المكدسة (Hematocrit)، وتُصنف أسباب فقر الدم إلى ثلاث مجموعات رئيسية:[2] 

  • نقص تصنيع كريات الدم. 
  • ارتفاع تكسير كريات الدم الحمراء.
  • فقدان الدم خارج الدورة الدموية.

نبذة عن عنصر الحديد

يُعد الحديد من العناصر المهمة في الجسم، ويحصل الجسم عليه عن طريق الغذاء؛ حيث يتم امتصاصه في الإثنى عشر أو عن طريق إعادة تدوير الحديد الموجود في الجسم.[3] 

يوجد عنصر الحديد في الغذاء في شكلين مختلفين، أحدهما يوجد في اللحوم والدواجن والسمك ويَسهُل على الجسم امتصاصه، والشكل الآخر يوجد في النباتات ويصعب على الجسم امتصاصه. [3] 

يُستخدم الحديد في تصنيع الهيموجلوبين المسؤول عن نقل الاكسجين خلال الجسم، [4] ونقص الحديد قد يؤدي إلى نقص في تصنيع هيموجلوبين الدم؛ ممّا قد يؤدي إلى نقص تصنيع كريات الدم الحمراء وذلك وفقًا لشدّة نقص الحديد وينتج عنه فقر دم ناقص الصباغ صغير الكريات.[2] 

قُدّرت نسبة انتشار فقر الدم الناجم عن عوز الحديد في الاردن بحوالي 68% عند الإناث، و38% عند الذكور من بين المصابين بفقر الدم بناء على الدراسة التي ذكرت مسبقا.[1]

 

أسباب فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

هناك العديد من أسباب نقص الحديد في الجسم، ومنها ما يكون لسبب فسيولوجي ما في الجسم، ومنها ما يكون بسبب مرضي, أو وراثي، أو بسبب عوامل خارج الجسم.[5] 

تختلف أسباب نقص الحديد باختلاف الفئة العمرية، ومكان الإقامة، و باختلاف الحالات السريرية، كما موضّح في ما يأتي،؛ إذ يمكن تقسيم أسباب نقص الحديد في الجسم إلى نوعين مختلفين[5] :

  • نقص الحديد المطلق: ويتضمن نقصان حقيقي في مخزون الحديد في الجسم، ويتضمن زيادة متطلبات الجسم لعنصر الحديد أو عدم الحصول على الغذاء الكافي المملوء بعنصر الحديد أو قلة امتصاص الحديد من الاثني العشر للدم أو فقدان الدم المزمن، وفي ما يأتي توضيح ذلك:
  • زيادة متطلبات الجسم لعنصر الحديد تظهر بالعادة في مرحلة النمو، ومع مرحلة البلوغ، ولدى الحوامل.
  • عدم الحصول على الغذاء الكافي بما في ذلك تدني معدل تناول الطعام الصحي بسبب الفقر في الدول النامية مثلاً أو عند الأشخاص النباتيين.
  • قلة امتصاص الحديد من الأمعاء يمكن أن يكون بفعل تثبيط امتصاص الحديد عن طريق غذاء آخر مثل شرب الشاي، ويمكن أن يكون نتيجة إجراء عمليات جراحية للجهاز الهضمي مثل عملية تكميم المعدة، ويمكن أن يكون بفعل مرض في الجهاز الهضمي الذي قد يؤثر على امتصاص الحديد مثل الإصابة بجرثومة المعدة، أو الداء البطني أو التهاب المعدة الضموري، أو داء الأمعاء الالتهابي، أو بعض الأدوية التي تقلل من إفراز حمض المعدة.
  • فقدان الدم المزمن يمكن أن يكون بفعل نشاط طبيعي في الجسم مثل الدورة الشهرية عند الإناث أو بسبب مرض مثل فقدان الدم المزمن من الجهاز الهضمي.
  •  نقص الحديد الوظيفي: وهو مصطلح يُستخدم لوصف ظاهرتين؛ الأولى تتضمن عدم استخدام مخزون الحديد في الجسم بسبب ارتفاع هرمون الهيبسيدين كما في حالة الإصابة بالالتهابات والأمراض المزمنة في الجسم مثل السرطانات، وأمراض الكلى والقلب.[5]

أما الظاهرة الثانية تتضمن زيادة إنتاج كريات الدم الحمراء بسبب ارتفاع الهرمون المكون لكريات الدم الحمراء (الإريثروبويتين) كرد فعل لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد؛ ممّا يؤدي إلى زيادة استخدام الحديد في تصنيع كريات الدم الحمراء وبالتالي يسبب بدوره خللًا في توازن مخزون الحديد في الجسم مع العلم أن إنتاج كريات الدم الحمراء لا يتم بالشكل الصحيح، وإنما يكّون الجسم كريات دم حمراء تفتقد الهيموجلوبين.[5]

أعراض فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

تعد أعراض فقر الدم الناجم عن عوز الحديد مشابهة للغاية لأعراض فقر الدم لأسباب أخرى، وقد يأتي فقر الدم الناجم عن عوز الحديد بأعراض وعلامات مميزة للغاية تُميّزه عن أنواع فقر الدم، الأخرى ومنها ما يأتي[6]:

  •     شحوب الجسم.
  •      تعب وإرهاق.
  •      صعوبة في التنفس.
  •      صداع.
  •      تساقط الشعر.
  •     التهاب اللسان.
  •     تسارع نبض القلب.
  •     دوار.
  •     فقدان الوعي.

تشخيص فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

يعتمد تشخيص فقر الدم الناجم عن عوز الحديد على التاريخ المرضي والفحص الطبي للمريض، يتبعه فحص الدم والهيموجلوبين. إذا أظهرت الفحوصات المبدئية احتمالية وجود نقص في مخزون الحديد، يتم عمل فحص لقياس نسبة بروتين الفيريتين (Ferritin) في الدم والذي يعكس مخزون الحديد في الجسم، يتم أيضً إجراء تحليل لإشباع الترانسفيرين والذي يعكس نسبة تشبع البروتين بذرات الحديد في الدم. [7]

تجدر الإشارة إلى أنه يجب عمل فحص هرمون الفيريتين تحديد مخزون الحديد في الجسم إذا ظهرت أعراض أو علامات تدل على نقص مخزون الحديد في الجسم حتى وإن لم يُعاني المريض من فقر دم مصاحب لنقص الحديد.[8]

 

علاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

يتضمن علاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد تزويد الجسم بالحديد الكافي لرفع هيموجلوبين الدم الى النسبة الطبيعية و تسوية مخازن الحديد في الجسم ورفعها إلى المستوى الطبيعي، وبالتالي فإن العلاج كما يأتي: [6]

  • العلاج الوقائي:

 يمكن وقاية المجتمع المعرض لنقص الحديد عن طريق تسهيل الوصول للغذاء الذي يحتوي على الحديد، وزيادة الوعي حول كيفية زيادة قدرة الجسم على امتصاص الحديد، ويتم ذلك عن طريق تناول ما يساعده في ذلك مثل الأغذية الغنية بفيتامين سي والابتعاد عن ما يقلل امتصاص الحديد؛ كالشاي و القهوة.

  •  تزويد الجسم بالأدوية التي تحتوي على الحديد حيث تستخدم مكملات الحديد على نحوين؛ الأول يتضمن إعطاء مكملات الحديد للوقاية من فقر الدم الناجم عن عوز الحديد، والثاني يتضمن علاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد، ويمكن إعطاء مكملات الحديد إما عن طريق الفم أو عن طريق حقنة في الدم.

عندما لا يستجيب المريض للعلاج، يجب التأكد من تشخيص فقر الدم ونقص الحديد مرة أخرى، ثم يجب التعرف على سبب نقص الحديد عند المريض وعلاجه، إن أمكن. على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من مشكلة تقلل امتصاص الحديد في الجسم، فيجب عندها إعطاء المريض مكملات الحديد عن طريق الدم.[6]

 

 

 

 

 

 

المراجع 

  1.     Abdo N, Douglas S, Batieha A, Khader Y, Jaddou H, Al-Khatib S, et al. The prevalence and determinants of anaemia in Jordan. Eastern Mediterranean Health Journal. 2019;25(5):341–9. Available from: The prevalence and determinants of anaemia in Jordan – PubMed (nih.gov)
  2.     Broadway-Duren JB, Klaassen H. Anemias. Critical Care Nursing Clinics of North America. 2013;25(4):411–26. Available from: Anemias – ScienceDirect
  3.     Kumar A, Sharma E, Marley A, Samaan MA, Brookes MJ. Iron deficiency anaemia: Pathophysiology, assessment, Practical Management. BMJ Open Gastroenterology. 2022;9(1). Available from: Iron deficiency anaemia: pathophysiology, assessment, practical management | BMJ Open Gastroenterology
  4.     Mansour D, Hofmann A, Gemzell-Danielsson K. A review of clinical guidelines on the management of iron deficiency and iron-deficiency anemia in women with heavy menstrual bleeding. Advances in Therapy. 2020;38(1):201–25. Available from: A Review of Clinical Guidelines on the Management of Iron Deficiency and Iron-Deficiency Anemia in Women with Heavy Menstrual Bleeding | SpringerLink
  5.     Cappellini MD, Musallam KM, Taher AT. Iron deficiency anaemia revisited. Journal of Internal Medicine. 2019;287(2):153–70. Availble from: Iron deficiency anaemia revisited – PubMed (nih.gov)
  6.     Lopez A, Cacoub P, Macdougall IC, Peyrin-Biroulet L. Iron deficiency anaemia. The Lancet. 2016;387(10021):907–16. Available from: Iron deficiency anaemia – PubMed (nih.gov)
  7.     Killip S, Bennett JM, Chambers MD. Iron deficiency anemia [Internet]. American Family Physician. 2007 [cited 2023Jan19]. Available from: Iron Deficiency Anemia | AAFP
  8. Elstrott B, Khan L, Olson S, Raghunathan V, DeLoughery T, Shatzel JJ. The role of iron repletion in adult iron deficiency anemia and other diseases. European Journal of Haematology. 2019;104(3):153–61. Available from: The role of iron repletion in adult iron deficiency anemia and other diseases – PMC (nih.gov)
0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *