التهاب الجيوب الأنفية

التهاب الجيوب الأنفية

كتبت المقال: يمنى قصيرى
دقق المقال: معتز هناندة

تُعدُّ الجيوب الأنفية تجاويفًا هوائية موجودة في الجمجمة ومتصلة بالأنف، إذ تعمل على تصفية الهواء وترطيبه أثناء التنفس وتساعد في تنظيم درجة حرارته، وذلك من خلال إفراز المخاط والتخلص من الجسيمات الضارة من خلال حركة الأهداب الموجودة على الأغشية المخاطية، وتشمل الجيوب الجبهية والجيوب الفكية والجيوب الوتديّة والجيوب الغرباليّة. [1] تبين الصورة التالية الجيوب الأنفية وأماكنها [2] :

التعريف بالتهاب الجيوب الأنفية

هو التهاب وتهيُّج للأغشية المخاطية التي تغطي كلًا من الأنف والجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى انسداد في الأنف بسبب الورم وتراكم المخاط، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة التنفس من الأنف والشعور باحتقانه. [2]
من الممكن أن يكون التهاب الجيوب الأنفية حادًا أو مزمنًا، فالشكل الحاد قد يظهر عدة مرات في السنة، لكنه دائمًا ما يزول في غضون عدة أسابيع على الأكثر، أما في حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمن، تكون الأغشية المخاطية التي تغطي الجيوب الأنفية الجانبية ملتهبة لفترة طويلة تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر. [2]

أعراض وعلامات التهاب الجيوب الأنفية

يظهر التهاب الجيوب الأنفية الحاد بالعديد من الأعراض والعلامات، في ما يلي أبرزها [3] :
● انسداد الأنف.
● احتقان.
● سيلان الأنف.
● مخاط باللون الأخضر أو الأصفر.

● ألم أو شعور بالضغط في الوجه.
● فقدان لحاسة الشم.
إن استمرت الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر تصبح حالة مزمنة وقد يعاني المريض بسببها من صداع، ورائحة فم كريهة، وألم في الأذن والأسنان، وسعال وتعب عام. [4]

مسببات التهاب الجيوب الأنفية

إن السبب الرئيسي لحدوث التهاب الجيوب الأنفية الحاد هو التعرض لعدوى فيروسية أو بكتيرية، [5] بينما التهاب الجيوب الأنفية المزمن تتعدد أسبابه، وتتضمن ما يلي [4] :
● التحسس الأنفي لمواد معينة مثل عث الغبار والعفن.
● التعرض لمهيجات جوية مثل الدخان المنبعث من السجائر أو ملوثات أخرى.
● السلائل الأنفية (أورام أنفية حميدة).
● انحراف الوتيرة.
● ضعف جهاز المناعة.
● عدوى فطرية.
● من الممكن أن تكون هناك حالات طبية أخرى ترتبط بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن وتزيد من فرصة الإصابة به مثل التهاب الأذن الوسطى والربو ومرض الإيدز والتليف الكيسي.

مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية

من المحتمل أن ينتشر عدوى الجيوب الأنفية إلى العين، و العظم، وتجاويف الدماغ الداخلية، الأمر الّذي يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات، ومنها ما يلي [4] :
● التهاب النسيج الخلوي داخل قاعدة العين وما حولها (Preseptal cellulitis & Orbital cellulitis).
● تكوّن خراج تحت الغشاء العظمي (Subperiosteal abscess).
● تكوّن خراج في قاعدة العين (Orbital abscess).
● جلطة الوريد الكهفي (Cavernous sinus thrombosis).
● تجمّع الدم تحت الجافية (Subdural hematoma).
● تجمّع الدم فوق الجافية (Epidural hematoma).
● السحايا.
من الجدير بالذكر أنه نادرًا ما تحدث هذه المضاعفات، إذ أنها تصيب حالة واحدة من أصل 1000 حالة، إلّا أن بعضها يُعدّ خطيرًا وقد يؤدي إلى الوفاة. [4]
متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟
ينصح بزيارة الطبيب إن واجه المريض أعراض وعلامات مما يلي [6] :
● وجود إفرازات قيحية.
● تغير في الرؤية.
● احمرار حول العين.
● تغيُّر في الحالة العقلية.

● تصلب الرقبة.
● ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 38 درجة سيليزية.
● استمرار الأعراض لأكثر من أسبوع، أو ازديادها سوء.

طرق الوقاية

من الممكن أن يقي المريض نفسه من الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية من خلال اتباع طرق عدة، منها ما يلي [6] :
● تجنُّب الاختلاط بالأشخاص المصابين بنزلات البرد منعًا لنقل العدوى.
● الحرص على غسل اليدين جيدًا إن حدث اختلاط مع شخص مصاب بالعدوى.
● الانتباه لتغطية الفم والأنف عند العطاس أو السعال.
● ارتداء الكمامات في الأماكن المكتظة.
● تجنب التدخين.
● أخذ المطاعيم للوقاية من الانفلونزا.

تشخيص التهاب الجيوب الأنفية

يمكن تشخيص التهاب الجيوب الأنفية من خلال العديد من الإجراءات التشخيصية بدءًا من أخذ السيرة المرضية وإجراء الفحص السريري، واستكمالًا بتنظير الأنف، وإجراء الفحوصات المخبرية والصور الشعاعية، [7] وفي ما يلي تفاصيل هذه الإجراءات [2] :
● أخذ السيرة المرضية: يتم بدء التشخيص بالسؤال عن الأعراض وجمع معلومات حول تاريخ الحالة الصحية للمريض.
● الفحص السريري: يجري الطبيب فحصًا بدنيًا للمريض للبحث عن علامات ظاهرة للالتهاب في الأنف والجيوب الأنفية.
● الاستخدام المحتمل للمنظار: في بعض الحالات، يمكن استخدام منظار رفيع مع مصباح صغير على نهايته لفحص داخل الأنف والجيوب الأنفية بدقة.
● أخذ عينة من الإفرازات: يمكن أخذ عينة من إفرازات الجيوب الأنفية لفحصها في المختبر لتحديد سبب الالتهاب.
● إجراء التصوير المقطعي (CT scan): يمكن إجراء تصوير بالأشعة المقطعية إذا كانت الأعراض غير واضحة أو إذا كان هناك اشتباه في وجود مضاعفات.
● اختبارات الحساسية: إذا كان هناك اشتباه في وجود حساسية، يمكن أن يتم إجراء اختبارات لتحديد ما إذا كنت معرضًا لحساسية معينة.
بناءً على الأعراض ونتائج الفحوصات، يقوم الطبيب بتقديم التشخيص النهائي للحالة وتحديد سبب الالتهاب (بكتيري أو فيروسي). [7]

علاج التهاب الجيوب الأنفية

في حالة وجود أدلة لعدوى بكتيرية، يتم وصف مضادات حيوية للمريض لمدة 5-10 أيام، وفي حالات أخرى يتم تقديم بعض العلاجات لتحسين الأعراض وتخفيفها مثل [7] :
● غسل الأنف بالمحلول الملحي.

● الكورتيكوستيرويدات الموضعية عبر الأنف (البخاخات)، ولا يجب استخدامها لأكثر من 3-5 أيام منعًا لحدوث التهاب الأنف دوائي المنشأ الّذي يزيد الأعراض سوءًا عند إيقاف الدواء.
● الكورتيكوستيرويدات بالفم ويستفيد منها المرضى الذين يعانون من السلائل الأنفية (الأورام الأنفية الحميدة) فيمكن استخدامها لتحسين الأعراض لفترة قصيرة.
● العمليات الجراحية، وذلك عندما تفشل العلاجات الدوائية.

المراجع

1. Morcom S, Phillips N, Pastuszek A, Timperley D. Sinusitis. Aust Fam Physician.
2016;45(6):374-7.
2. Cologne GIfQaEiHCI. Sinusitis: Overview. InformedHealthorg (2006-.. 2009 Feb 9 ).
3. Arcimowicz M. Acute sinusitis in daily clinical practice. Otolaryngol Pol. 2021;75(4):40-50.
4. Kwon E, O'Rourke MC. Chronic Sinusitis. StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls
Publishing Copyright © 2023, StatPearls Publishing LLC.; 2023.
5. DeBoer DL, Kwon E. Acute Sinusitis. StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing
Copyright © 2023, StatPearls Publishing LLC.; 2023.
6. Gwaltney JM, Jr. Acute community-acquired sinusitis. Clin Infect Dis. 1996;23(6):1209-23;
quiz 24-5.
7. Sedaghat AR. Chronic Rhinosinusitis. Am Fam Physician. 2017;96(8):500-6.

0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *