التهاب الأذن الوسطى

التهاب الأذن الوسطى

كتبت المقال: ملاك الجراوين

دقق المقال: معتز هناندة

تُعدُّ الأذن الوسطى تجويفًا يقع خلف طبلة الأذن، وتشمل ثلاثة عظام صغيرة تُعرَف بالمطرقة والسندان والركاب، وهذه العظام ترتبط بالطبلة الأذنية وتساهم في نقل الاهتزازات الصوتية إلى الأذن الداخلية، ومن الجدير بالذكر، أن الأذن الوسطى تتصل بتجويف البلعوم بواسطة قناة استاكيوس المسؤولة عن تعادل الضغط الجوي على جانبي غشاء الطبلة، وفي الصورة التالية يظهر تركيب الأذن الوسطى[1]:

التعريف بالتهاب الأذن الوسطى 

يُعدُّ التهاب الأذن الوسطى حالة شائعة تحدث عندما يصاب الجزء الأوسط من الأذن بالتهاب، إذ يمكن أن يكون مسببًا لآلام شديدة في الأذن، وزيادة في درجة الحرارة، وفقدانًا مؤقتًا للسمع، ويتم تصنيفه إلى عدة أنواع كما يلي[1]:

  • التهاب الأُذن الوسطى الحاد: يشمل ظهور سريع لعلامات وأعراض عدوى حادة في الأذن الوسطى.
  • التهاب الأُذن الوسطى الانصبابي: يتميز بوجود تراكم للسوائل (انصباب السوائل) في الأذُن الوسطى مع وجود طبلة أذن سليمة وغير ممزقة ولكن، على عكس التهاب الأذن الوسطى الحاد، فإن التهاب الأُذن الوسطى الانصبابي لا يرتبط بعلامات وأعراض عدوى حادة، إنما يسببه خلل وظيفي في قناة استاكيوس.
  • التهاب الأُذن الوسطى الانصبابي المزمن: يعرّف بأنه التهاب أُذن وسطى انصبابي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر من بدء حدوثه.
  • التهاب الأُذن الوسطى القيحي المزمن: هو التهاب مزمن في الأذن الوسطى وغشاء عظمة الخشاء (mastoid mucosa) مع وجود طبلة أذن غير سليمة (ممزقة) مع استمرار تسرب السوائل والتَّقيح من الأذن.

أعراض وعلامات التهاب الأذن الوسطى

يختلف ظهور الأعراض والعلامات باختلاف نوع الالتهاب وعمر المريض، وفي ما يلي عدة منها[1]:

  •  يصاب الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى الحاد بشكل متكرر فيعانون من:
    • آلام أذن حادة.
    • ضعف في السمع.
    • ارتفاع في درجات الحرارة وتعب عام.
    • اضطراب واضح للطفل.
    • تكوّن تقيُّح نتيجة الالتهاب الحاد.
  • يصاب الأطفال أيضًا بالتهاب الأذن الوسطى الانصبابي فيكون العرض الرئيسي لديهم هو ضعف السمع التوصيلي الناجم عن تقليل قدرة نقل أمواج الصوت في الأذن الوسطى بسبب وجود تراكم للسوائل في وسط الأذن، ومن الجدير بالذكر أنه عندما يستمر ضعف السمع أو يتكرر بشكل كبير، يكون له تأثير سلبي على اللغة والسلوك والتقدم في المدرسة.
  • أما في التهاب الأُذن الوسطى القيحي المزمن يكون العرض الرئيسي خروج التقيُّح بشكل مستمر أو متكرر من الأذن مع وجود ضعف سمع توصيلي.

 

مسببات التهاب الأذن الوسطى وعوامل الخطورة

يحدث التهاب الأذن الوسطى عادةً بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، غالبًا ما تنتج هذه العدوى عن مرض آخر كنزلة بردٍ، أو انفلونزا، أو حساسية مسببًا احتقانًا وتورمًا في الممرات الأنفية والحلق وقناة استاكيوس[2].

يوجد العديد من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالتهاب الأُذن الوسطى، والتي تشمل ما يلي[2]:

  • عوامل جينية أو خَلقية، وتتضمن ما يلي: 
    • نقص المناعة: قد تكون أجهزة المناعة غير الناضجة أو الضعيفة -بسبب نقص المناعة الخَلقي أو أمراض كالسكري وفيروس نقص المناعة البشري (HIV)- سببًا في التعرض للالتهابات المتكررة. 
    • التاريخ المرضي للعائلة بالتهابات الأذن الوسطى المتكررة.
    • التشوهات التشريحية في الحنك وعضلة تمدد الحنك (tensor veli palatini).
    • خلل وظيفي: قد تكون الأغشية المخاطية لقناة استاكيوس مصابة بخلل في طريقة عملها مما يزيد من خطورة الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى.
  • عوامل بيئية، وتتضمن ما يلي:
    • التعرض للدخان المنبعث من السجائر أو ارتفاع مستويات تلوث الهواء.
    • الحضانة: تخلق مراكز الرعاية النهارية اتصالًا وثيقًا بين العديد من الأطفال، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى.
    • العيش في مكان مزدحم أو كثرة الأشقاء.
    • قلة الرضاعة الطبيعية.

 

مضاعفات التهاب الأذن الوسطى

من الممكن أن يتسبب التهاب الأُذن الوسطى بالعديد من المضاعفات داخل وخارج الجمجمة، وتشمل المضاعفات ما يلي[3-6]:

  • خراج خلف الأذن.
  •  شلل جزئي في العصب الوجهي.
  • التهاب الأذن الداخلية.
  • التهاب الخشاء (mastoiditis).
  • السحايا.
  • تمزق طبلة الأذن.
  • فقدان السمع.
  • التهاب الأنسجة المحيطة.

تشخيص التهاب الأذن الوسطى

يتم التشخيص من خلال أخذ السيرة المرضية وإجراء الفحص السريري، والفحوصات المخبرية والصور الشعاعية، وإجراء بعض فحوصات السمع الخاصة التي تساعد في الوصول إلى التشخيص السليم، وفي ما يلي تفاصيل لهذه الإجراءات[2]

  • أخذ السيرة المرضية: يتم بدء التشخيص بالسؤال عن الأعراض وجمع معلومات حول تاريخ الحالة الصحية للمريض.
  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصًا بدنيًا للمريض للبحث عن علامات ظاهرة للالتهاب في الأذن الوسطى باستخدام منظار الأذن.
  •  يمكن استخدام جهاز قياس طبلة الأذن وجهاز قياس الانعكاسات الصوتية لتقييم ما إذا كان هناك تجمع للسوائل خلف طبلة الأذن. 
  • الفحوصات المخبرية: نادرًا ما تكون الفحوصات المخبرية ضرورية ولكن، قد يكون من الضروري إجراء فحوصات كاملة لتسمم الدم في الأطفال الرُضَّع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر ولديهم حمّى ولا توجد مصادر واضحة غير التهاب الأذن الوسطى الحاد المرتبط به.
  • الصور الشعاعية: نادرًا ما يكون هناك حاجة للصور الشعاعية ما لم تكن هناك مخاوف من وجود مضاعفات داخل الأذن الوسطى أو داخل الجمجمة.
  • ثَقْب طبلة الأذن: لا يتم إجراء هذا الفحص إلّا للحالات الشديدة والتي لا تستجيب للعلاج، عندها يتم ثَقْب طبلة الأذن وأخذ عينة من الخراج الموجود خلفها لفحصه وزراعته للوصول إلى تشخيص دقيق لهذا الالتهاب.

 

 

علاج التهاب الأذن الوسطى

يُعدُّ التهاب الأذن الوسطى التهاب غير معقد وفي أغلب الحالات يزول الالتهاب دون الحاجة للعلاجات ولكن يمكن إعطاء بعض المسكنات ومراقبة المريض لمدة 48-72 ساعة.[1]

يتم وصف المضادات الحيوية من قِبَل الطبيب لتخفيف الأعراض وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات عند الرُضَّع والمرضى المصابين بعدوى شديدة.[1]

يتم عمل الإجراءات الجراحية للمرضى الذين فشل معهم العلاج أو الّذين يعانون من العدوى المتكررة، إذ يتم عمل شق جراحي في طبلة الأذن لتصريف السوائل وتخفيف الضغط والألم.[1]

المصادر والمراجع: 

  1. Schilder AG, Chonmaitree T, Cripps AW, Rosenfeld RM, Casselbrant ML, Haggard MP, et al. Otitis media. Nat Rev Dis Primers. 2016;2(1):16063.
  2. Danishyar A, Ashurst JV. Acute Otitis Media.  StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing

Copyright © 2023, StatPearls Publishing LLC.; 2023.

  1. Sahi D, Nguyen H, Callender KD. Mastoiditis.  StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing

Copyright © 2023, StatPearls Publishing LLC.; 2023.

  1. Rosario DC, Mendez MD. Chronic Suppurative Otitis.  StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing

Copyright © 2023, StatPearls Publishing LLC.; 2023.

  1. Kangsanarak J, Fooanant S, Ruckphaopunt K, Navacharoen N, Teotrakul S. Extracranial and intracranial complications of suppurative otitis media. Report of 102 cases. J Laryngol Otol. 1993;107(11):999-1004.
  2. Dubey SP, Larawin V. Complications of chronic suppurative otitis media and their management. Laryngoscope. 2007;117(2):264-7.

 

0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *