مرض السّكري

مرض السكري

كتبت المقال: سُهيله ياسين دبابسه

 يصف مرض السكري عمليات الأيض غير الطبيعية للكربوهيدرات في الجسم والتي تسبّب ارتفاعًا مزمنًا في سكر الدم (الجلوكوز)، ويرتبط باعتلال مطلق أو نسبيّ في إفراز الإنسولين من البنكرياس بالإضافة إلى درجات متفاوتة من مقاومة خلايا الجسم لعمل الأنسولين. [1]

آلية المرض

يوجد في البنكرياس العديد من الخلايا التي تقوم بإفراز أنواع مختلفة من الهرمونات.
إحدى هذه الخلايا هي خلايا بيتا التّي تقوم بإفراز هرمون الأنسولين الضروري لتنظيم سكر الدّم وضروري لعمليات أيض الدّهون والبروتينات وتمتلك خلايا الجسم المختلفة مستقبلات الأنسولين ليرتبط بها ويُحدث التأثير المطلوب.

يبدأ مرض السّكري -بغض النّظر عن نوعه- بالظهور عندما يحدث خلل في هذه العمليّة إما عدم إفراز أو مقاومة خلايا الجسم لعمل الأنسولين. [4]

كيفيّة التشخيص

قبل الحديث عن كيفيّة التشخيص لابدّ من معرفة أن تشخيص مرض السّكري يعتمد على وجود الأعراض عند المريض بالإضافة إلى الفحوصات المخبريّة التي تقيس مستويات سكر الجلوكوز في الدم. 

في هذا المقال سيتم التحدث عن كلّ جزء على حدة وكيف يتم الربط بين الأعراض التي يشكو منها المريض ونتيجة الفحوصات المخبريّة لتشخيص المرض.

تنتج الأعراض عن زيادة نسبة سكر الجلوكوز في الدم؛ الأمر الذي يسبّب بدوره زيادة في إفراز الجلوكوز في البول؛ ممّا يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: [2]

  • فرط التبول ليلًا ونهارًا.
  • العطش.
  • فقدان في الوزن على الرغم من زيادة في الجوع (النّهام).

 الفحوصات المخبريّة و تقسم إلى ثلاثة أنواع: 

  • الفحص الأول يعتمد على قياس نسبة سكر الجلوكوز في الدم بعد الصيام لمدة ثماني ساعات.
  • الفحص الثاني وهو اختبار تحمّل السّكر ويعتمد على قياس نسبة سكر الجلوكوز في الدم بعد ساعتين من إعطاء المريض 75 غرامًا من شراب يحتوي سكر كالعصير مثلًا. 
  • الفحص الثالث وهو فحص السّكر التّراكمي  (A1C) ويقيس نسبة السكر المرتبط على كريات الدم حمراء خلال الثلاثة شهور الماضية .[3]

نوع الفحص في الدم معدلات السكر الطبيعي  معدلات ما قبل السّكري معدلات ارتفاع السّكر في الدم
فحص الدم للصائم أقل من 100 ملغم/دسل 125-100ملغم/دسل أكثر من 125 ملغم/دسل
فحص تحمّل السّكر بعد الأكل بساعتين  أقل من 140 ملغم/دسل 199-140 ملغم/دسل أكثر من 199 ملغم/دسل
فحص السّكر التراكمي  أقل من 5.7% 5.7%-6.4% 6.5% وأكثر

يتم تشخيص المريض بمرض السّكري عند وجود أيّ من الأعراض التي تم ذكرها سابقًا بالإضافة إلى نتيجة فحص مخبري واحد تتوافق مع ارتفاع سكر الجلوكوز في الدم كما هو مشار إليه في الجدول أعلاه.

أنواع مرض السّكري

النوع الأول  

كان يُعرف سابقًا بـ ” سكّري اليافعين” أو “السّكري المعتمد على الأنسولين”. 

أما سبب التّسمية الأولى فيرجع إلى حقيقة أنّ هذا النّوع هو الأكثر شيوعًا عند الأطفال على الرّغم أن ربع الحالات يتم تشخيصها عند البالغين.

أما سبب التسميّة الثانية فيحدث في هذا النّوع من السّكري تدمير لخلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين وبالتالي يفقد الجسم قدرته على إفراز الأنسولين ويصبح المريض بحاجة إلى أنسولين خارجي لتعويض حاجة الجسم.  [4]

يقسم النوع الأول من السّكري إلى عدة أنواع أيضًا: [5]

النّوع الأول “أ” والنّوع الأول “ب” تبعًا لآلية تدمير خلايا بيتا في البنكرياس و داء السّكري الكامن ذاتي المناعة عند الكبار.

النوع الأول “أ” يكون بسبب مهاجمة الجهاز المناعي عن طريق إنتاج أجسام مضادّة لخلايا بيتا وتدميرها وبالتالي يفقد البنكرياس قدرته على إفراز الأنسولين بشكل كامل. 

والنّوع الأول “ب” فيُطلق على الحالات التي لايًعرف فيها السّبب في تدمير خلايا بيتا إذ تكون الأجسام المضادة غير موجودة. 

النوع الثاني

أما النوع الثاني فهو الأكثر شيوعًا عند البالغين إذ يشكّل نسبة 90% من جميع أنواع السّكري. [1]

يتسّم هذا النّوع بغياب العامل المناعي وبروز عدة عوامل أخرى التي تزيد نسبة سكر الجلوكوز في الدم بسبب حدوث خلل في إفراز الأنسولين من البنكرياس إذ يصبح غير قادر على إفراز كميّات كافية من الأنسولين وزيادة مقاومة خلايا الجسم للأنسولين وعدم استجابتها له بدرجات متفاوتة. [6]

 أهم هذه العوامل: 

  • العامل الجيني (أي وجود تاريخ مرضي للعائلة). [6]
  • العوامل البيئيّة كالسّمنة وغياب النّشاط البدني.[6]
  • الأدوية كتلك التي تستخدم كمنظمّات لضربات القلب، والكورتيزون والمدرّات وبعض المضادات الحيويّة.[6]

على الرّغم من وجود بعض الحالات التي يتداخل فيها النّوعان مع بعضهما إلا أن هنالك العديد من الفروقات بين النوع الأول والنوع الثاني من السّكري التي يفرّقها الجدول أدناه.

النوع الأول  النّوع الثاني 
بداية المرض 
  • غالبًا ما يكون مفاجئًا، إذ قد يكون أول عرض لهذا النّوع هو الحماض الكيتوني السّكري.
  • أكثر شيوعًا عند الأطفال.


 

  • عادةً يحدث تدريجيًّا.
    الغالبية العظمى من المرضى لا يشكون من أيّة أعراض ولكن في بعض الأحيان قد يأتي المريض يشكو من إحدى مضاعفات المرض كفرط الأسمولية اللاكيتوني.
  • أكثر شيوعًا عند الكبار.
السّمات السّريريّة المميّزة
  • غالبًا مل يكون المريض نحيلًا.
  • علامات تدل على مقاومة الجسم للأنسولين مثل زيادة التّصبغ على الجلد في مناطق الثنيات مثل الإبط والرقبة  والثؤلول

المصادر والمراجع:

[1] Imam K. Clinical features, diagnostic criteria and pathogenesis of diabetes mellitus. diabetes. 2013:340-55.

[2] Diabetes – Symptoms and causes – Mayo Clinic

[3] Diabetes – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic

[4] Chiang JL, Kirkman MS, Laffel LM, Peters AL, Type 1 Diabetes Sourcebook Authors. Type 1 diabetes through the life span: a position statement of the American Diabetes Association. Diabetes care. 2014 Jul 1;37(7):2034-54.

Type 1 Diabetes Through the Life Span: A Position Statement of the American Diabetes Association – PMC (nih.gov)

[5]Kamrath C, Rosenbauer J, Tittel SR, Warncke K, Hirtz R, Denzer C, Dost A, Neu A, Pacaud D, Holl RW. Frequency of autoantibody-negative type 1 diabetes in children, adolescents, and young adults during the first wave of the COVID-19 pandemic in Germany. Diabetes care. 2021 Jul 1;44(7):1540-6.

Frequency of Autoantibody-Negative Type 1 Diabetes in Children, Adolescents, and Young Adults During the First Wave of the COVID-19 Pandemic in Germany | Diabetes Care | American Diabetes Association (diabetesjournals.org)

[6] Type 2 diabetes – Symptoms and causes – Mayo Clinic

0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *