سرطان الدم اللمفاوي المزمن

سرطان الدم اللمفاوي المزمن

كتب المقال: أحمد أبوعيشة

دقق المقال: يحيى الشقيرات

 يُعدّ سرطان الدم اللمفاوي المزمن أحد أنواع سرطانات الدم (اللوكيميا) الذي يصيب الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء التي يتم إنتاجها بواسطة نخاع العظم ولها دور مهم في مكافحة العدوى، ولكن في حالة سرطان الدم اللمفاوي المزمن، يتم إنتاج كميات أكبر من هذه الخلايا وتكون ذات سماتٍ غير طبيعية؛ ممّا يؤثر على وظيفتها.[1]

 

انتشار المرض

يُعدّ سرطان الدم اللمفاوي المزمن أكثر أنواع سرطان الدم شيوعًا في البالغين في الدول الغربية، حيث يُشكّل ما نسبته 25-30% من جميع أنواع سرطان الدم، [2] في المقابل، تعد الإصابة في سرطان الدم اللمفاوي المزمن نادرة  في دول آسيا، مثل: اليابان والصين، مقارنةً في الدول الغربية. [3]

 

عمر الإصابة

معدل أعمار المصابين بسرطان الدم اللمفاوي المزمن هو 70 عامًا، ويمكن أن يُصاب البالغون الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة بهذا المرض، في المقابل، تعَد إصابة الأطفال بهذا المرض أمرًا نادرَ الحدوث؛ حيث تزداد نسب الإصابة مع ازدياد العمر.[4]

 

أسباب الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي

إنّ السبب وراء حدوث سرطان الدم اللمفاوي المزمن غير معروف حتى الآن، وتبيّن أن العوامل الجينية تساهم في نشوء هذا المرض أكثر من غيرها من العوامل؛ كالعوامل البيئية والتعرض للمواد الكيميائية والإشعاعات، إضافةً إلى ذلك، فإن المدخنين معرضون بشكل أكبر للإصابة بهذا المرض مقارنة بغير المدخنين. [5]

 

عوامل خطر الإصابة بسرطان الدم اللمفاوي

هناك عدة عواملَ تزيد من احتمالية الإصابة بابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، منها ما يأتي [6]:

  • العمر:

 يزداد خطر الإصابة بهذا السرطان مع تقدم العمر.

  • الجنس:

 الرجال معرضون بشكل أكبر للإصابة بهذا السرطان مقارنة بالنساء.

  • وجود تاريخ عائلي للمرض:

توجد بعض التغيرات الجينية المكتشفة عند بعض المرضى المصابين بهذا السرطان، ويُعد وجود أب أو ابن أو شقيق مصاب بهذا المرض أحد عوامل الخطورة؛ نظرًا لدور العامل الوراثي في انتقال المرض إلا أنه تبيّن أن وجود هذا الجين لا يستدعي بالضرورة الاصابة بالمرض.

 

أعراض سرطان الدم الليمفاوي 

من الممكن أن يظهر على مرضى ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن مجموعة واسعة من العلامات والأعراض، والتي تشمل كلًا مما يأتي [7]:

  • تضخم الغدد اللمفاوية، أو الكبد، أو الطحال.
  • التهابات متكررة.
  • فقدان الشهية ونقصان الوزن.
  • التعب العام والإرهاق المستمر.
  • التعرق الليلي.
  • ظهور كدمات تحت الجلد بشكل غير طبيعي (تظهر في المراحل المتقدمة من المرض).

وكما يمكن ألا تظهر على المصابين أية أعراض تُذكر، ويتم تشخيصه صدفةً عند قيامهم بإجراء فحوصات الدم لأسباب أخرى.[7]

 

تشخيص سرطان الدم الليمفاوي 

هناك عدة فحوصات يمكن استخدامها لتشخيص ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن ومنها ما يأتي [7,8]:

  • فحوصات الدم:

 لتشخيص هذا المرض، يجب أن يرتفع عدد الخلايا اللمفاوية في الدم عند مرضى هذا السرطان إلى أكثر من 5000 خلية/ميكرو لتر، وأن يستمر هذا الارتفاع لمدة تزيد عن 3 أشهر، كما يمكن أن يكون عدد الصفائح وكريات الدم الحمراء عند المريض أقل من الطبيعي.

  • النمط الظاهري المناعي للخلايا اللمفاوية:

 يُعَد هذا الفحص من الفحوصات المهمة لتشخيص هذا السرطان؛ وذلك بمقارنة خلايا السرطان بالخلايا المناعية الطبيعية، وتُظهِر فيما إذا كانت الخلايا اللمفاوية المعنية مشتقة من خلية سرطانية أم من حالات غير سرطانية، وتكمن أهمية هذا الفحص في تحديد إصابة الشخص بالمرض من عدمها في الحالات التي يكون فيها عدد الخلايا اللمفاوية مرتفعًا قليلاً وعندها يصعُب تشخيص المرض عن طريق فحوصات الدم.

  • فحص نخاع العظم:

 يُستحسَن إجراء هذا الفحص قبل البدء بالعلاج من أجل استبعاد وجود أمراض أخرى، ومن الممكن استخدامه أثناء العلاج للتأكد من فعالية العلاج.

  • فحص الغلوبين المناعي:

 الغلوبينات المناعية هي بروتينات تُسمَى “الأجسام المضادة”، ويتم إنتاجها بواسطة الخلايا اللمفاوية البائية، ولها دور مهم في حماية الجسم من الإصابة بالالتهابات، وفي حالة سرطان الدم اللمفاوي المزمن لا يتم صُنع هذا الأجسام المضادة بشكل فعال؛ فتكون أعدادها أقل عند مرضى هذا السرطان، الأمر الذي يزيد خطر الإصابة بالالتهابات بشكل متكرر.

 

مضاعفات سرطان الدم الليمفاوي 

يُعدّ مرضى سرطان الدم اللمفاوي المزمن أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمضاعفات ناتجة عن هذا المرض، وتشمل هذه المضاعفات كلًا مما يأتي [9,10]: 

  • الإصابة بالالتهابات: 

تزداد احتمالية إصابة مرضى سرطان الدم اللمفاوي المزمن بالالتهابات نتيجة للأسباب التي تم ذكرها سابقًا بالإضافة إلى الأعراض الجانبية للأدوية والعلاجات المستخدمة لهذا المرض، ولهذا فإنه يُنصَح بأخذ المطاعيم التي تقلل احتمالية الإصابة ببعض الالتهابات، مثل: مطعوم الإنفلونزا ومطعوم المكورات الرئوية.

  • انخفاض عدد خلايا الدم:

لأن انخفاض عدد خلايا الدم هو أحد مضاعفات سرطان الدم اللمفاوي المزمن فإنه يمكن أن تُستخدَم بعض الأدوية المنشطة لنمو خلايا الدم كنوع من العلاج الداعم للحالة المرضية.  

  • متلازمة ريختر:

 في 2-10% من مرضى ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، يزداد تعقيد هذه الحالة بتحولها إلى مرضين أحدهما يُسمَى “سرطان الغدد اللمفاوية للخلايا البائية الكبيرة المنتشر” في معظم الحالات، والآخر يُسمى “سرطان هودجكن اللمفاوي” في حالات قليلة؛ وكلاهما سرطانات ذات عدوانية، وتُسببان تضخمًا كبيرًا في الغدد اللمفاوية، إضافة إلى الحمى ونقصان الوزن.

  • الانخفاضات الخلوية المناعية الذاتية:

 حيث يقل عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء وعدد الصفائح في جسم المريض بشكل كبير.

 

علاج سرطان الدم الليمفاوي 

يوجد عدة خيارات لعلاج سرطان الدم اللمفاوي المزمن، ومنها ما يأتي [7]:

  • العلاجات البيولوجية، مثل: BTK inhibitors، وعقاقير الأجسام المضادة أحادية النسيلة (Monoclonal antibodies)
  •  العلاجات الكيماوية.
  • زراعة الخلايا الجذعية:

تُعدّ العلاج التام ولم يُكتشف علاج بفعالية أكبر حتى الآن، حيث يتم زرع خلايا جذعية سليمة مكوِّنة للدم في الجسم لتحل محل نخاع العظم الذي لا ينتج خلايا سليمة.

 

توقعات سير المرض ومتوسط العمر المتوقع

يتراوح متوسط العمر المتوقع لمرضى ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن بين سنتين إلى أكثر من 20 سنة [11]، ويعتمد المتوسط على عوامل عدة من أهمها ما يأتي [12]:

  • عمر المُصاب.
  • الصحة العامة للمصاب. 
  • المرحلة السرطانية التي تم تشخيص المصاب.
  • مدى استجابته للعلاج.

 

 

 

 

المراجع 

 

  1.       Chennamadhavuni A, Lyengar V, Mukkamalla SKR, Shimanovsky A. Leukemia.  StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing

Copyright © 2023, StatPearls Publishing LLC.; 2023.

  1.       Siegel RL, Miller KD, Goding Sauer A, Fedewa SA, Butterly LF, Anderson JC, et al. Colorectal cancer statistics, 2020. CA: A Cancer Journal for Clinicians. 2020;70(3):145-64.
  2.       Arnold M, Razum O, Coebergh J-W. Cancer risk diversity in non-western migrants to Europe: An overview of the literature. European Journal of Cancer. 2010;46(14):2647-59.
  3.       Hernández JA, Land KJ, McKenna RW. Leukemias, myeloma, and other lymphoreticular neoplasms. Cancer. 1995;75(1 Suppl):381-94.
  4.       Brown LM, Gibson R, Blair A, Burmeister LF, Schuman LM, Cantor KP, et al. Smoking and risk of leukemia. Am J Epidemiol. 1992;135(7):763-8.
  5.       Karakosta M, Delicha EM, Kouraklis G, Manola KN. Association of various risk factors with chronic lymphocytic leukemia and its cytogenetic characteristics. Arch Environ Occup Health. 2016;71(6):317-29.
  6.       Shadman M. Diagnosis and Treatment of Chronic Lymphocytic Leukemia: A Review. JAMA. 2023;329(11):918-32.
  7.       Hallek M, Al-Sawaf O. Chronic lymphocytic leukemia: 2022 update on diagnostic and therapeutic procedures. Am J Hematol. 2021;96(12):1679-705.
  8.       Dearden C. Disease-specific complications of chronic lymphocytic leukemia. Hematology Am Soc Hematol Educ Program. 2008:450-6.
  9.     Jain P, O’Brien S. Richter’s transformation in chronic lymphocytic leukemia. Oncology (Williston Park). 2012;26(12):1146-52.
  10.     Mukkamalla SKR, Taneja A, Malipeddi D, Master SR. Chronic Lymphocytic Leukemia.  StatPearls. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing

Copyright © 2023, StatPearls Publishing LLC.; 2023.

  1.     Parikh SA, Shanafelt TD. Prognostic factors and risk stratification in chronic lymphocytic leukemia. Seminars in Oncology. 2016;43(2):233-40.
0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *