التهاب المعدة والأمعاء

التهاب المعدة والامعاء

كتب المقال: زكريا ابو الكشك

دقق المقال: حمزة الشهوان

ينتج التهاب المعدة والأمعاء بفعل جراثيم أو عوامل اخرى تتسبب في التهاب جدار المعدة، الأمعاء الدقيقة، أو الأمعاء الغليظة [1]. يعد من الأمراض الشائعة ويصاب به الملايين على مدار السنة، على الرغم من تأثيره السلبي إلا أنه قليلاً ما ينتج عنه تهديداً لحياة المرضى؛ [2] يتوجب نشر الثقافة الصحية والممارسات الوقائية بين شرائح المجتمع المختلفة لتقليل خطر الاصابة وعبئها على القطاع الصحي. [1]

تصنيفات التهاب المعدة والأمعاء

يتسبب التهاب المعدة بعدة أعراض مختلفة أهمها الإسهال والذي يعرف بأنه الخروج المتكرر للبراز لثلاثة مرات أو أكثر في اليوم أو ما يعادل أكثر من 200 غم من البراز في اليوم [3]. يمكن أن يصاحب الإسهال عدة أعراض أخرى مثل وجع البطن، الاقياء وغيرها من الأعراض [4].

 يمكن تصنيف التهاب المعدة والأمعاء إلى ثلاثة فئات اعتماداً على المدة الزمنية للأعراض [1]: 

  • التهاب معدة وأمعاء حاد والذي يستمر الى ما دون 14 يوم.
  • التهاب معدة وأمعاء مستمر والذي يستمر ما بين 14 يوم و30 يوما.
  • التهاب معدة وأمعاء مزمن والذي يستمر أكثر من 30 يوما.

مسببات التهاب المعدة والأمعاء

تعد الجراثيم الفيروسية من أكثر المسببات شيوعاً لالتهاب المعدة والأمعاء، حيث يشكل الفيروس المدور(Rotavirus) لوحده 40% من حالات الإسهال الحاد عند الأطفال عالمياً.[4] وقد ينتج ايضاً بفعل الجراثيم البكتيرية، وبعض الطفيليات والفطريات خاصةً في الدول النامية [5].

  • الالتهاب الفَيْرُوسِيّ وأنواعه

تعد الفيروسات من أكثر مسببات التهاب المعدة والأمعاء التي قد تتطلب  زيارة المريض للطوارئ. بالإضافة إلى كونها المسبب الرئيسي لبعض الحالات التي يحدث فيها تفشي للمرض في بعض المجتمعات المغلقة، مثل دور الرعاية ودور الحضانة والمدارس(6).

يوجد العديد من الفيروسات التي يمكن أن تسبب التهاب المعدة والأمعاء، أهمها هو الفيروس المدور (Rota virus) وهو المسؤول عن  معظم الحالات؛ بالإضافة إلى فيروسات أخرى مثل النوروفيروس (Noro virus)، الفيروس الغداني (Adenovirus)، والفيروس النجمي [7] (Astrovirus). 

  • الالتهاب البَكتِيري وأنواعه

يختلف التهاب المعدة والأمعاء البكتيري عن الفَيْرُوسِيّ باختلاف الجرثومة المسببة [7]، ويتصف أيضا بشدة اعراضه وخطورتها مقارنة بالاتهاب الفَيْرُوسِيّ [8]. وتختلف أيضا بطرق انتقالها وتسببها بالمرض فبعض الجراثيم البكتيرية تدمر جدار المعدة والأمعاء واخرى تفرز سموم بكتيرية (Toxins) تتسبب في أعراض المرض، بينما يعمل بعضها الآخر على استيطان جدار المعدة والأمعاء دون تدميره [9].

تعد البكتيريا العطفية الصائمية (Campylobacter Jejuni) من أهم الجراثيم البكتيرية المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء البكتيري [8]، وهناك أنواع أخرى مهمة مثل بكتيريا السلمونيلا (Salmonella) والشيغيلا (Shigella spp) و الإشريكية القولونية [7] (E. Coli).

  • مسببات أخرى

هناك فصائل أُخرى قد تسبب التهاب المعدة والأمعاء مثل الطفيليات [5] ومنها الجياردية اللمبلية ((Giardia lamblia، الأميبا المعوية (Entamoeba histolytica)، و فصيلة  كريبتوسبوريديوم (cryptosporidium sp)
[10].

علامات وأعراض التهاب المعدة والأمعاء

تختلف الأعراض وحِدّتُها من شخص لآخر باختلاف المسببات التي ذكرت سابقاً، ولكن أكثرها شيوعاً لدى المرضى هي الشعور بالغثيان المصاحب للقيء والإسهال؛ ويمكن أن تكون مصحوبةً مع حرارة وأوجاع في المعدة.[9] تجدر الإشارة إلى أن الأعراض التي تصاحب الاتهاب الفيروسي يمكن أن تختلف عن البكتيري في شدتها وطول مدتها إذ أن الإسهال الذي يصاحب الالتهاب البكتيري يمكن أن يكون دموياً ويستمر إلى فترات أطول من الإسهال المصاحب للاتهاب الفيروسي [8].

  • يمكن أن تظهر أعراض أخرى مثل:

-مغص في البطن [9]

-ارتفاع درجة حرارة الجسم [11]

-التعب الجسدي [11]

-صداع في الرأس [11]

-وجع في العضلات [11]

-أعراض تنفسية مثل السعال، التهاب الحلق، وسيلان الأنف [12]

-نزول في الوزن بسبب نقص سوائل الجسم [8]

  • علامات تدل على حِدَة الالتهاب وضرورة دخول المريض إلى المستشفى مثل:

-تدني مستوى الوعي [9]

-هبوط ضغط الدم وفقدان الوعي [9]

-وجود اسهالات دموية [9]

-وجود علامات تدل على جفاف حاد ونقص سوائل الجسم مثل نزول ضغط الدم، ارتفاع في ضربات القلب، جفاف الجلد الشديد، العيون الغائرة [12]
-إذا كان عمر المريض فوق 65 عاماً [9]
-إذا كان عند المريض أمراض مزمنة مثل السكري أو نقص مناعة الجسم [9]
-إذا كان المريض قد أُدخل المستشفى حديثاً من قبل [9]

  • متى ينصح المريض بزيارة الطبيب:[13]

-إذا لم يكن عنده القدرة على تعويض السوائل المفقودة.

-إذا لديه اسهال وتقيؤ مستمر لأكثر من يومين.

-إذا كان القيء أو الإسهال يحتوي على دماء.

-إذا كانت هناك أعراض لنقص السوائل في الجسم مثل الشعور بالدوران والدوخة.

-إذا كان المريض عليه حرارة تزيد عن 40o  سيليسيوس. 

-إذا كان المريض يعاني من وجع بطن شديد.

تشخيص التهاب المعدة والأمعاء

يتم تشخيص التهاب المعدة والأمعاء سريرياً بالاعتماد على السيرة المرضي والفحص السريري للمريض [11]. يسأل المريض عن الأعراض التي أصابته مثل الإسهال والتقيؤ ويتم تحليل العرضين بسؤال المريض عن كمية المرات التي اضطر فيها للدخول إلى الحمام على سبيل المثال؛ يتم ايضا سؤاله عن كمية السوائل التي يشربها للتعويض عن السوائل المفقودة وكمية إخراج البول المصاحبة، يتم سؤال المريض اذا تم التعرض لأشخاص آخرين لديهم نفس الاعراض او اذا ما كان قد سافر إلى مكان آخر، أو عن  ماذا تناول قبل أن يصاب بالأعراض [9]. وإذا كان هناك علامات اخرى تدل على الجفاف بسبب نقص السوائل في الجسم، [12] يُطلب فحص الدم (CBC) و تحليل الكهارل في الجسم [6] (Electrolytes Test).

  • تشخيص التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي

بالعادة لا يكون هناك حاجة لعمل أي فحوص مخبرية للتشخيص فليس هناك حاجة لمعرفة الفيروس المسبب لأن العلاج لا يختلف، ولكن يجب فحص البراز إذا ما كان هناك حرارة عالية عند المريض، وإذا وجدت دماء في البراز أو أعراض حادة اخرى [6].

  • تشخيص التهاب المعدة والأمعاء البكتيري

يتم تشخيص التهاب المعدة والأمعاء البكتيري بالاعتماد على التاريخ المرضي والفحص السريري [7]، يمكن أن تتطلب بعض الفحوصات المخبرية مثل: [9] 

-زراعة عينة من البراز (Stool culture) 

-النظر إلى عينة من البراز تحت المجهر (Stool examination)، للبحث عن وجود بكتيريا أو خلايا دم بيضاء أو خلايا دم حمراء.

المضاعفات

يمكن أن ينتج العديد من المضاعفات بسبب شدة الأعراض مثل نقص سوائل الجسم، ومنها ما ينتج بسبب تأثير الالتهاب على جدار الأمعاء، مثل عدم القدرة على امتصاص سكر اللاكتوز[7]. تالياً بعض المضاعفات المحتملة:

  1. الحُماض الأيضي (Metabolic acidosis) والذي ينتج عن الإسهال وفقدان سوائل الجسم [7].
  2. اضطراب كهرل الجسم [7] (Electrolyte Imbalances).
  3. تسمم الدم (sepsis) والذي يمكن أن تتسبب فيه بعض انواع البكتيريا [14]. 
  4. التهاب المفاصل التفاعلي (Reactive Arthritis) و متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome) [8].
  5. متلازمة انحلال الدم اليوريمي (Hemolytic uremic syndrome) والتي يمكن أن  تنتج بعد علاج التهاب المعدة والأمعاء البكتيري بالمضادات الحيوية [9].

العلاج

عادةً لا يُتَطلب التدخل دوائياً، وعلاج الأعراض وحدها كفيلة بالتحسن[6]، و شرب سوائل لتعويض نقصها في الجسم[9]. يمكن استخدام المضادات الحيوية للالتهابات البكتيرية الحادة لدى بعض المرضى [9]. تالياً بعض العلاجات العَرَضية:[6]

  1. مضادات القيء (Anti-emetics)
  2. مضادات الإسهال (Anti-diarrheal)
  3. المضادات الحيوية (Antibiotics) 

طرق الوقاية

التهاب المعدة والأمعاء ينتشر بالعادة عن طريق تلوث ما يتم إدخاله الفم ببراز الحيوانات والبشر، وبعض الفيروسات التي تسبب التهاب المعدة والأمعاء يمكن أن تنتقل عن طريق الرذاذ. يمكن أن يحدث أيضاً عند تناول اللحم النيء أو غير الطازج، الفواكه والخضروات غير المعقمة، و شرب الماء الملوث. بالإضافة الى أنه يمكن أن ينتج عن عوامل بيئية أخرى مثل السباحة في مياه غير معقمة[7]. 

نصائح ينصح باتباعها لتقليل خطر الاصابة:

  1. شرب الماء المعقم [3]
  2. تعقيم اليدين قبل الأكل أو الشرب [6]
  3. الابتعاد عن الطعام الفاسد والنيء والأشربة الملوثة [7]
  4. الابتعاد عن المرضى المصابين بالتهاب المعدة والأمعاء [6]
  5. تعقيم الطعام وطبخه جيدا قبل تناوله [3]

المراجع:

  1. Graves NS. Acute gastroenteritis. Primary Care: Clinics in Office Practice. 2013;40(3):727–41. 
  2. Arena C, Amoros JP, Vaillant V, Ambert-Balay K, Chikhi-Brachet R, Jourdan-Da Silva N, et al. Acute diarrhea in adults consulting a general practitioner in France during winter: Incidence, clinical characteristics, management and risk factors. BMC Infectious Diseases. 2014;14(1). 
  3. Thielman NM, Guerrant RL. Acute infectious diarrhea. New England Journal of Medicine. 2004;350(1):38–47. 
  4. EJ; D-PJRE. Gastroenteritis in children [Internet]. BMJ clinical evidence. U.S. National Library of Medicine; [cited 2022Nov5]. Available from: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/21791124/ 
  5. M; WAS. Acute gastroenteritis in children [Internet]. Australian family physician. U.S. National Library of Medicine; [cited 2022Nov5]. Available from: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/15861741/ 
  6. Acute gastroenteritis [Internet]. UpToDate. [cited 2022Nov5]. Available from: https://www.uptodate.com/contents/acute-viral-gastroenteritis-in-adults 
  7. Elliott EJ. Acute gastroenteritis in children. BMJ. 2007;334(7583):35–40. 
  8. Galanis E. campylobacter and bacterial gastroenteritis. Canadian Medical Association Journal. 2007;177(6):570–1. 
  9. Abdul Sattar SB, Singh S. Bacterial gastroenteritis – statpearls – NCBI bookshelf [Internet]. NCBI Stat Pearls. 2022 [cited 2023Jan19]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK513295/ 
  10. Persistent diarrhea in returned travelers – chapter 11 – 2020 yellow book [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. Centers for Disease Control and Prevention; [cited 2022Nov5]. Available from: https://wwwnc.cdc.gov/travel/yellowbook/2020/posttravel-evaluation/persistent-diarrhea-in-returned-travelers 
  11. J. Eckardt A, C. Baumgart D. Viral gastroenteritis in adults. Recent Patents on Anti-Infective Drug Discovery. 2011;6(1):54–63. 
  12. Bresee, J.S. et al. (2012) “The etiology of severe acute gastroenteritis among adults visiting emergency departments in the United States,” The Journal of Infectious Diseases, 205(9), pp. 1374–1381. Available at: https://doi.org/10.1093/infdis/jis206. 

  1. Viral gastroenteritis (stomach flu) [Internet]. Mayo Clinic. Mayo Foundation for Medical Education and Research; 2022 [cited 2022Nov5]. Available from: https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/viral-gastroenteritis/symptoms-causes/syc-20378847 
  2. Arthur Diskin MD. Emergent treatment of gastroenteritis [Internet]. Background, Pathophysiology, Etiology. Medscape; 2021 [cited 2022Nov5]. Available from: https://emedicine.medscape.com/article/775277-overview#a2 
0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *