عملية شفط الدهون

عملية شفط الدهون

كتب المقال: حمزة الشهوان

دققت المقال: حنين أبو هاني

تُعدّ عملية شفط الدهون -أو ما يُعرف باستئصال الدهون- إحدى أكثر العمليات الجراحية التجميلية شيوعًا حول العالم، وتجدر الإشارة الى أنّه لا ينبغي الترويج لها كعملية لخسارة الوزن، فهي إجراء تجميلي لنحت شكل الجسم، [1] وتتمّ خلالها إزالة الأنسجة الدهنية تحت الجلد بهدف تحقيق الشكل المرغوب للجسم. [2]

نبذة عامة عن الأنسجة الدهنية

يمكن تقسيم الأنسجة الدهنية الى مجموعتين، كما موضّح أدناه: [1]

  • الأنسجة الدهنية الليفية:

توجد في الطبقات الدهنية السطحية، ولكنّها أقل استجابة لتقنيات شفط الدهون، كما أنّها تُعد الطبقة الأكثر عُرضة لمضاعفات هذا الإجراء الجراحي.

  • الدهون الرخوة:

توجد في الأنسجة الدهنية الأعمق، وتُعدّ الأكثر استجابةً لعمليات الشفط الدهني؛ لكونها أنسجة غير مُحكمة التنظيم تتواجد مع عدد أقل من الأنسجة الليفية بين الخلايا الدهنية.

عادةً ما يتمّ تجنّب مناطق الالتصاق، وهي المناطق التي تلتصق خلالها الأنسجة تحت الجلد مع الغشاء العضلي الخاص بالعضلات المحيطة؛ إذ أنّ استهدافها قد يزيد من خطر عدم تناسق انحناءات الجسم وتضاريسه. [1]

 

دواعي إجراء العملية

تُعدّ عملية شفط الدهون عملية تجميلية، ويقوم الفرد باختيارها طواعيةً بناءً على رغبته الشخصية، ولذلك يقع على عاتق الطبيب المختصّ تحديد ما إن كان هذا الفرد ملائمًا لإجراء هذه العملية أم لا، ولكي يتمّ إجراء هذه العملية لا بدّ من توافر مجموعة من الشروط، ومنها ما يأتي: [1]

  • يجب أن يُلاحظ على جسم الفرد الذي يرغب بالخضوع لهذا الإجراء وجود انحرافات تشذّ عن شكل الجسم الطبيعي، والتي تنجم عادةً عن السمنة الزائدة في المناطق المُراد نحتها.
  • يجب ألّا يتجاوز مؤشر كتلة الجسم الطبيعي للفرد ما قدره 30%.
  • يُعدّ المُرشح المثالي غير سمين، وألّا يكون جلده رخوًا، بالإضافة إلى ضرورة اعتدال الأنسجة الدهنية الزائدة.
  • ثبات وزن الفرد لمدة 6-12 شهرًا قبل الخضوع للعملية.

 

موانع اجراء العملية

على الرغم من عدم وجود موانع مطلقة لعميلة شفط الدهون، إلا أنّه يجب أخذ الموانع النسبية في عين الاعتبار عند تقييم المرضى، ومن هذه الموانع ما يأتي: [2]

  • يجب إيقاف مضادات التخثر والأدوية التي تتداخل مع استقلاب البنج الموضعي المسمى بالليدوكايين (Lidocaine) قبل العملية.
  • قد يؤدي ضعف ثبات الجلد وقلة مرونته لدى الأشخاص المُسنين إلى تضاعف تجاعيد الجلد بعد العملية؛ ممّا قد يزيد من استيائه.
  • قد يحتاج بعض المرضى؛ كمرضى السكري، أو القلب، أو الكبد إلى تصريح طبي قبل الخضوع للجراحة وفقًا لتقدير كلًاّ من الجرّاح والمنشأة التي ستتم فيها العملية.
محاذير متعلقة بإجراء العملية

يجب أخذ سيرة مرضية دقيقة وكاملة للمرضى، ويتضمّن ذلك الاستفسار عن تعاطي الفرد المرشح لهذا الإجراء للتبغ والكحول، وذلك لاتخاذ بعض الإجراءات الهامة، ومنها ما يأتي: [1]

  • يجب الامتناع عن التدخين لمدة لا تقل عن 4 أسابيع قبل العملية؛ لزيادة فرصة الشفاء وتقليل خطر المضاعفات المحتملة.
  • يجب تقييم عوامل خطورة الإصابة بتجلّط الأوردة العميقة باستخدام نقاط كابريني وتقليلها لدى جميع المرضى؛ لأنها تعد إحدى المضاعفات الأكثر خطورة في عمليات شفط الدهون؛ الأمر الذي قد يؤدي الى انسداد رئوي حاد.
  • يجب تقييم الأفراد الذين يُشتبه إصابتهم باضطراب تشوّه شكل الجسم من قِبل الطبيب النفسي قبل إجراء العملية، أو الذين لديهم فهم ضعيف أو توقعات غير واقعية قبل إجراء العملية.

 

طاقم العمل

يجب أن تُجرى عملية إزالة الشحوم أو شفط الدهون من قِبل أطباء الجراحة التجميلية، كما تتطلب وجود طبيب تخدير متمرس؛ للمساعدة في التخفيف من أي فقدان للسوائل أو تغيرات ناجمة عن العملية، [1] كما يجب إجراء عملية شفط الدهون في أحد الاماكن المعتمدة التالية: [3]

  • عيادة جراحية معتمدة.
  • مركز جراحي متنقل مرخص.
  • مستشفى.
المعدات والطرق المستخدمة

يمكن إجراء عملية شفط الدهون أو استئصال الشحوم بالاستعانة بالشفط، أو الموجات فوق الصوتية، أو الليزر، أو باستخدام الطاقة، كما موضّح أدناه:[2]

استئصال الشحوم بمساعدة الشفط

يتمّ إزالة الدهون من خلال الضغط السلبي باستخدام حقنة ذات طرف غير حاد، تتصل بوعاء شفط صغير الحجم، ومن ثمّ يُحقن محلول مكوّن من الليدوكيين المُخفَف والأدرينالين تحت الجلد قبل البدء بالعملية، مع الإشارة إلى أنّه يجب تجنّب استئصال الدهون من الطبقات السطحية؛ لأنها تحتوي على الأنسجة الليفية، والعبث بها قد يؤدي الى تشوّه في شكل الجسم أو ملامحه الخارجية. [2]

استئصال الشحوم بمساعدة الموجات فوق الصوتية

يتمّ نقل طاقة الموجات فوق الصوتية لاستحلاب الدهون قبل إزالتها، وتكمن فائدة استئصال الدهون بمساعدة الموجات فوق الصوتية في المناطق الليفية مثل الصدر، والجانب العلوي من الجسم والتي يصعب استهدافها خلال شفط الدهون الاعتيادي.[2]

 تبيّن كذلك وجود فائدة ملحوظة لهذا الإجراء في علاج التثدّي، ولكنّه يتطلب إحداث شقوق أكبر، كما يحتاج هذا الإجراء لمدة زمنية أطول، بالإضافة إلى أنّ هنالك خطر متزايد لإصابة الأنسجة تحت الجلد بسبب الطاقة الطاردة للحرارة والتي تُسببها الموجات فوق الصوتية. [2]

استئصال الشحوم بمساعدة الليزر

يتضمّن هذا الإجراء إدخال ألياف الليزر عبر شق صغير الحجم، [2] وقد تبيّن أنّ معدل المضاعفات لهذه الإجراء يُقدّر بما نسبته 0.93%؛ بما في ذلك الإصابة بالحروق أو إصابات موضعية بالبشرة. [4]

استئصال الشحوم بمساعدة الطاقة

يتم استئصال الشحوم بمساعدة مصدر طاقة خارجي، وعادةً ما يكون باستخدام مضخة كهربائية، [2] تصلح هذه التقنية في حالات استئصال كميات كبيرة من الشحوم في المناطق المليئة بالألياف، الأمر الذي قد يُقلل من جهد الطبيب. [2]

تُعد تقنية استئصال الشحوم بمساعدة تقنيات الشفط التقليدية الأكثر شيوعًا واستخدامًا؛ إذ يمكن إجراء عملية شفط الدهون صغيرة الحجم والتي تصل إلى 1000 مل كحد أقصى باستخدام التخدير الموضعي، وتمتاز هذه العملية بعدة ميزات، ومنها ما يأتي: [2]

  • استغلال الوقت -عادةً ما تتطلب ما يقل عن 3 ساعات، وفقًا لمقدار الدهون المُراد استئصالها-.
  • احتياج المصاب إلى فترة شفاء قصيرة المدى.
  • تترك ندبات تكاد أن تكون غير واضحة.
  • معدل منخفض لحدوث المضاعفات.
  • قلة عدد الوفيات مقارنة بالإجراءات الجراحية الأخرى.

 

مضاعفات شفط الدهون

تُعدّ المضاعفات غير شائعة الحدوث نسبيًا، كما تمتاز بانخفاض معدل المخاطر مقارنةً بالعمليات الأخرى، ومن هذه المضاعفات ما يأتي: [2]

  • تشوّه شكل الجسم:

تُعدّ إحدى المضاعفات الأكثر شيوعًا لشفط الدهون، والتي قد يبلغ معدل حدوثها 9.0%، وقد تشمل كلًا ممّا يأتي:

  • انحناءات في الأنسجة الرخوة.
  • ظهور انبعاج أو بروز في شكل الجسم.
  • ظهور انثناءات جلدية أو تجاعيد.
  • الورم الدموي والورم المصلي:

يتشكّل الورم عن تجمّع الدم أو السائل المصلي، والذي قد ينجم عن تكسّر شبكة الأنسجة الليفية، ولكنّه نادر الحدوث.

  • عدوى الجروح:

قُدّرت نسبة حدوثها بما يقل عن 3.0% من حالات شفط الدهون داخل المستشفى، وبما نسبته 1.0% داخل العيادات.

  • الانسداد الدهني:

بالرغم من ندرته، إلا أنّ معدل الوفيات الذي قد ينجم عنه قد يصل إلى 10.0-15.0%، ولذلك فإن الحالة قد تتطلّب المراقبة عن كثب لمدة تتراوح ما بين 12-72 ساعة بعد العملية.

  • انسداد خثاري وريدي:

والذي يشمل الخثار الوريدي العميق والانسداد الشرياني الرئوي، وتُقدّر نسبة حدوثه بعد العملية بما نسبته 0.03%، ويُعد المسبب الأكثر شيوعًا للوفاة بعد العملية بمعدل يبلغ 0.01%.

  • المضاعفات الجهازية:

تظهر هذه المضاعفات خلال عدة أسابيع الى أشهر بعد إجراء العملية، وقد تشمّل كلًا مما يأتي:

  • وذمة لمفية (Lymphedema).
  • تفزّر الجرح (Wound dehiscence).
  • تكوّن ندبات ضخامية (Hypertrophic scar).
  • ارتشاح دموي أو كدمات.
  • تورّم أو انتفاخ.
  • رخاوة الجلد.
  • مضاعفات قد تُسببها نوع الحقنة المستخدمة (blind cannula)، والتي قد تشمل أيًّا ما يأتي:
    • إصابة جدار البطن.
    • ثقب الأمعاء.
    • إصابة الأوعية الدموية.
  • إزالة التوعية الدموية للجلد أو موت الجلد:

على الرغم من أنها مضاعفات غير مألوفة، إلا أنّها قابلة للحدوث إن قام الجرّاح بشفط الجلد تحت السطح مباشرةً؛ الأمر الذي قد يُسبب إصابة المجمع العصبي الجلدي (Dermal plexus).

المراجع

كُتب المقال بالاستعانة بالمراجع التالية:

دُققت المراجع بواسطة: هيثم بني عمر

  1. Bartow MJ, Raggio BS. Liposuction. InStatPearls [Internet] 2022 Sep 26. StatPearls Publishing. 2022 [cited 2022Nov11]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK563135/
  2. Wu S, Coombs DM, Gurunian R. Liposuction: Concepts, safety, and techniques in body-contouring surgery [Internet]. Cleveland Clinic Journal of Medicine. Cleveland Clinic Journal of Medicine; 2020 [cited 2022Nov11]. Available from: https://www.ccjm.org/content/87/6/367
  3. Brumby D, Ravi Somayazula DO, Clark K. Liposuction preparation [Internet]. American Society of Plastic Surgeons. 2022 [cited 2022Nov12]. Available from: https://www.plasticsurgery.org/cosmetic-procedures/liposuction/preparation
  4. Blum CA, Sasser CGS, Kaplan JL. Complications from laser-assisted liposuction performed by noncore practitioners – aesthetic plastic surgery [Internet]. SpringerLink. Springer US; 2013 [cited 2022Nov12]. Available from: https://link.springer.com/article/10.1007/s00266-013-0153-x

2 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *