لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)
كتبت المقال: حنين الشعّار
دقق المقال: طارق الحسبان
لقاح (MMR)، هو لقاح حي مُضعّف ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وهو وسيلة فعّالة ومهمة لمنع الأمراض التي تسببها هذه الفايروسات،[1] إذ يحفز هذا اللقاح جهاز المناعة عن طريق تعريضه لفايروسات مضعّفة يوجد على سطحها مجموعة من المواد يستجيب لها جهاز المناعة مكونًا خلايا مناعية ضد هذا الفيروس.[2]
ما هو مرض الحصبة؟
ينتُج مرض الحصبة عن فايروسٍ شديد العدوى تمتد فترة حضانته من 6 أيام إلى 19 يوم، ينتقل عن طريق الرذاذ مسببًا أعراض حادة كالحمَّى والسعال والطفح الجلدي وطفح الأغشية المخاطية.[3]
ينجم عن الحصبة مضاعفات خطيرة تصيب 30%-40% من المرضى وتكون أكثر حدة في الأطفال وكبار السن والذين يعانون سوء التغذية، ومن هذه المضاعفات ما يلي[3]:
- الالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الفم
- التهاب قرنية وملتحمة العين
- مضاعفات عصبية حادة مثل النوبات التشنجية، والتهاب الدماغ، والتهاب الدماغ والنخاع الشوكي الحاد ما بعد العدوى (acute post-infectious encephalomyelitis).
- الولادة المبكرة، والإجهاض، بالإضافة إلى حالات العدوى الخطيرة لحديثي الولادة إذا أصيبت بها المرأة الحامل.
ما هو النكاف؟
يُعدّ النكاف مرض فيروسي معدي تمتد فترة حضانته من 12 يوم وحتى 25 يوم، تبدأ أعراض النكاف عادةً بالصداع والحمّى والتعب وفقدان الشهية، ثم تلي هذه الأعراض السمة الأبرز للمرض ألا وهي التهاب الغدة النكفية (غدة لعابية)، تُظهِر الصورة بالأسفل التهاب الغدة النكفية لمريض النكاف.[4]
يوجد العديد من المضاعفات الخطيرة قد تنتج عن مرض النكاف، وأبرز هذه المضاعفات ما يلي[4]:
- التهاب الخصيتين عند الذكور
- التهاب المبيضين أو الثدي عند الإناث
- التهاب السحايا
- التهاب الدماغ
- فقدان السمع
ما هو مرض الحصبة الألمانية؟
ينتقل فايروس الحصبة الألمانية عن طريق الرذاذ التنفسي ويسبب مرض الحصبة الألمانية، وعلى الرغم من أنه يعد مرضًا خفيفًا سريريًا مسببًا أعراضًا كالحمَّى وطفحًا جلديًا وتورم العقد الليمفاوية، إلّا أنه من الممكن أن يسبب مضاعفاتٍ خطيرة كالتهاب المفاصل والتهاب الدماغ ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية اذا أصيبت بها المرأة الحامل في بداية الحمل.[5]
ما هي التوصيات المتبعة لهذا اللقاح؟
يتضمن كل مما يلي بعض من توصيات إدارة الغذاء والدواء العالمية تجاه استعمال لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية[1]:
- يعدّ هذا اللقاح المعتمد من إدارة الغذاء والدواء ضروري للتحصين الروتيني للأطفال والمراهقين والبالغين المولودين بعد عام 1970 دون مناعة ضد الحصبة.
- يوصى به للمجموعات المعرضة للخطر مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية والعسكريين.
- يتطلب جرعات متعددة للحصول على مناعة كاملة.
- آمن للنساء غير الحوامل في سن الإنجاب
- يستخدم بعد مخالطة من أصيب بالحصبة أو النكاف أو الحصبة الالمانية.
ما التقدم الّذي حققه لقاح ال (MMR)؟
قبل ظهور اللقاح سببت الحصبة مرضًا جوهريًا ووفيات في جميع أنحاء العالم قُدرت 135 مليون إصابة وأكثر من 6 مليون وفاة حول العالم كل سنة، تحمي جرعتين من اللقاح من الإصابة بالحصبة بنسبة 97%، حيث انخفضت عدد حالات الحصبة والوفيات بنسبة كبيرة في كل أنحاء العالم بعد بدء استخدام اللقاح، خلال المدة ما بين 2000-2018 انخفضت الحالات المسجلة من الحصبة بنسبة 66% (من 145 إلى 49 حالة لكل مليون شخص)، وانخفضت الوفيات بنسبة 73% (من 535600 إلى 142300 وفاة) مسببًا انخفاضًا ملحوظًا في عبء المرض العالمي. [6]
ما هي موانع استخدام اللقاح؟
يمنع إعطاء اللقاح في العديد من الحالات، وأهمها ما يلي[1]:
- رد فعل تحسسي شديد بعد جرعة سابقة من لقاح MMR أو بعد التعرض لأحد مكونات اللقاح مثل النيوميسين والجيلاتين.
- أثناء الحمل.
- أمراض ومتلازمات نقص المناعة.
- الأورام الصلبة أو العلاج الكيميائي.
- التاريخ العائلي للاضطرابات المناعية الخلقية أو الوراثية في الآباء أو الأشقاء، باستثناء الأشخاص الذين تم التأكد من نظامهم المناعي بواسطة الفحوصات المخبرية.
ما هي الآثار الجانبية للقاح؟
تكون الآثار الجانبية للقاح أكثر شيوعًا في الجرعة الأولى وتكون عادةً قليلة التأثير ونادرة الحدوث إذ توجد في أقل من 20% من المرضى، وتتضمن ما يلي[1]:
- انتفاخ وألم في مكان الحقن.
- حمَّى.
- طفح جلدي.
- آلام أو التهاب المفاصل.
- رد فعل تحسسي عادة ما يكون طفيفًا (انتفاخ أو شرى).
- التشنجات الحمَوية (febrile seizures).
- التحسس.
لقاح (MMR) واضطراب طيف التوّحد
يعد اضطراب طيف التوّحد حالة عصبية تطورية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمسببات وراثية تنشأ قبل عمر السنة، وقد بيّنت العديد من الدراسات عدم ارتباط اللقاح باضطراب طيف التوّحد، وعلى الرغم من الأدلة القاطعة بأمان اللقاح إلّا أن بعض الآباء لا يزالون مترددين في إعطاء اللقاح لأطفالهم، مسببين بذلك تفشي وعودة ظهور مرض الحصبة من جديد.[7]
المراجع
- Bailey A. MMR vaccine [Internet]. U.S. National Library of Medicine; 2024 [cited 2024 Jul 28]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK554450/
- Punt J, Stranford S, Jones P, Owen J. Kuby Immunology. Macmillan Higher Education; 2018.
- Nathala P, Fatima S, Sumner R, Lippmann S. Measles 101. Postgraduate Medicine [Internet]. 2019 Sep 25;131(8):574–5. Available from: https://doi.org/10.1080/00325481.2019.1669409
- Davison P, Rausch-Phung EA, Morris J. Mumps [Internet]. StatPearls – NCBI Bookshelf. 2024. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK534785/
- Winter AK, Moss WJ. Rubella. Lancet [Internet]. 2022 Apr 1;399(10332):1336–46. Available from: https://doi.org/10.1016/s0140-6736(21)02691-x
- Gastañaduy PA, Goodson JL, Panagiotakopoulos L, Rota PA, Orenstein WA, Patel M. Measles in the 21st Century: Progress toward achieving and sustaining elimination. the Journal of Infectious Diseases (Online University of Chicago Press)/the Journal of Infectious Diseases [Internet]. 2021 Sep 30;224(Supplement_4):S420–8. Available from: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/34590128/
7. DeStefano F, Shimabukuro TT. The MMR vaccine and autism. Annual Review of Virology [Internet]. 2019 Sep 29;6(1):585–600. Available from: https://doi.org/10.1146/annurev-virology-092818-015515
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!