التهاب الأنف التحسسي

التهاب الانف التحسسي

كتبت المقال: بثينه الحوارات

دققت المقال: سارة أبو مطاوع

ما هو التهاب الأنف التحسسي؟

يُسمّى التهاب الأنف التحسسي أيضًا بحُمى القش، وهو أحد أنواع الالتهابات التحسسية التي تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي، و تظهر أعراضه  عند التعرض لمسببات الحساسية البيئيّة المختلفة عبر الاستنشاق1

يعد التهاب الأنف التحسسي من الأمراض التنفسية الشائعة، حيثُ يؤثر على  10-30% من الأفراد في فئتيّ الأطفال والبالغين، لتظهر أعراضه بحلول عمر العشرين عامًا  في معظم المصابين وقبل عمر السادسة في 50% منهم.2

كيف يحدث هذا المرض؟

يفتقد مصابو هذا النوع من الالتهابات التنفسية الوظيفة الأساسية للطبقة المخاطية في الجهاز التنفسي العلوي و التي تعمل  على تنقية وترطيب الهواء المُستنشَق، مما يؤدي إلى اختراق هذه المحفزات إلى داخل الأغشية التنفسية وتفاعلها مع الخلايا الالتهابية؛ كالخلايا البلازمية، إذ تقوم هذه الخلايا  بإنتاج أجسام مضادة من نوع (IgE) لتحفز الخلايا البدينة (Mast cells) التي تقوم بإفراز مادة الهيستامين و التي تُعتبر المسؤولة عن حدوث كافة أعراض التهاب الأنف التحسسي.3

 

أعراض التهاب الأنف التحسسي  

تتضمن أعراض التهاب الأنف التحسسي احتقان وسيلان الأنف، والعطاس، والشعور بالحكة في الأنف، وتُقسم هذه الأعراض بحسب مدى تكرارها عند التعرض لمسبب الحساسية إلى عدة فئات؛ كالتالي4:

  • الالتهاب التحسسي الموسميّ: عند التعرض للمحفزات الهوائية الموسمية، كحبوب اللقاح. 
  • الالتهاب التحسسي الدائم أو المستمر: عند التعرض للمحفزات الهوائية التي تتواجد بشكل ثابت؛ كعث الغبار، والتعفن، والمحفزات المصاحبة للحيوانات. 
  • الالتهاب التحسسي العرضيّ أو على شكل نوبات: عند التعرض للمُهيّجات الهوائية الموجودة في بيئات غير مُعتادَة، كالقطط أو منزل صديق. 

 

أسباب ومحفزات التهاب الأنف التحسسي

يعتبر من أهم تشمل أسباب التهاب الأنف التحسسي التالي2,3:

  • التعرض الجيني.
  • العمُر.
  •  إيجابية فحص الحساسية الجلدي .
  •  الانتماء إلى الفئة الاجتماعية العليا .
  • السكن في المناطق عالية التلوث .
  •  تاريخ عائلي ايجابي لوجود أمراض تحسسية .
  • ولادة الطفل خلال مواسم انتشار حبوب اللقاح .
  • التعرض للمضادات الحيوية خلال سن الطفولة.
  • تدخين الأم الحامل.
  • ارتفاع مستوى الأجسام المضادة من نوع IgE في الدم (أعلى من 100 IU/mL) قبل عمر السادسة.

أما بالنسبة لماهيّة محفزات التحسس لدى مرضى التهاب الأنف التحسسي، فهي تشتمل على التالي: الغبار، والتعفن، وحبوب اللقاح، والحيوانات5.

 

 المضاعفات

 قد يؤدي مرض التهاب الأنف التحسسي إلى مضاعفات عدة قد تكون ذات أثر هام على حياة المريض، من أهمها ما يأتي :

  • الشعور المستمر بالتعب.
  • صعوبات التعلم ومشاكل في الذاكرة.
  •   الاكتئاب، حيث يشكل هذا النوع من الأمراض التحسسية عبئا ملحوظًا على مرضاه. 
  • الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي؛ كالربو القصبي، حيثُ وجدت إحدى الدراسات أن 38% من مرضى التهاب الأنف التحسسي المشاركين فيها كانوا أيضًا يعانون من الربو القصبي في الآن ذاته . 
  •  صعوبة في التنفس خلال النوم نتيجة لانسداد الأنف الذي يعاني منه الكثير من المرضى. 

 

كما أشارت الإحصائيات إلى أن مرضى حمى القش يحتاجون إلى مخصصات مالية أعلى بضعفين لتحمُّل ثمن الأدوية الخاصة بهم، مما يؤدي بدوره إلى التقليل من جودة الحياة التي يعيشها هؤلاء المرضى2.

 

العلاج                                  

قد تتضمن خطة علاج التهاب الأنف التحسسي التحكم بالعوامل البيئية المسببة للأعراض (العلاج الوقائيّ)، وكذلك العلاج باستخدام الأدوية .6

  العلاج الوقائي:  تختلف باختلاف نوع المحسسّ البيئيّ، وتشمل التالي6:

  • عند التعامل مع الغبار، يُنصح باستعمال أغطية مضادة لعث الغبار للأسرّة.
  • التحكم بمستوى الرطوبة في المنزل ليكون بين 35-50%.
  •  استخدام المكانس الكهربائيّة التي تقوم بترشيح جزيئات الهواء (قد تشكلّ مسببًا للحساسية) (HEPA vacuuming) 
  •  عندما تكون الحيوانات مصدرًا للحساسية، فيُعد تجنب الاتصال معها أكثر الطرق فاعليًة في التخلص من تطورّ أعراض التهاب الأنف التحسسيّ. 
  • تعدّ حبوب اللقاح من أشهر مسببات الحساسية والأصعب عندما يتعلق الأمر بتجنبها،على الرغم من ذلك، يُنصَح بإغلاق نوافذ المنزل وتجنب الخروج أو تجفيف الملابس خارج المنزل خلال مواسم اللقاح، بالإضافة إلى الاستحمام قبل الذهاب إلى النوم كطرق فعالة في تقليل جرعة المحسسات التي يتم التعرض لها. 

 

يشتمل العلاج الدوائي لالتهاب الأنف التحسسي العناصر التالية6,7

  1. أدوية للتحكم بالأعراض: 
  • مضادات الهيستامين (Oral and intranasal Anti-histamines): تعطى هذه العقاقير على شكل أقراص فموية أو بخاخات ترش داخل الأنف، تتمثل طريقة عملها بتخفيف حدوث الالتهاب الذي يشكل جزءًا أساسيًا في فسيولوجيا المرض. تشمل التركيبات الفمويّة (fexofenadine)، و (cetirizine)، و(levocetirizine) ، و (Loratidine) أما بالنسبة للبخاخات الأنفيّة فتشمل (azleastine) و(وolopatadine).

 تتضمن الاعراض الجانبيّة لهذا الصنف من الأدوية التالي:

  •  الإحساس بالخمول.
  •  جفاف في الفم والعينين .
  •  احتباس البول.
  • الامساك.
  • تسارع في ضربات القلب.
  • طعم لاذع مصاحب لاستخدام تركيبة البخاخ.
  • مضادات الاحتقان الأنفيّة (nasal decongestants): و يسبب تضيّقا للشعيرات الدموية في الأنف مما ينتج عنه تخفيف أعراض الحساسيّة. و تشمل: تركيبة (oxymetazoline) التي تعطى على شكل بخاخ أنفيّ، و تركيبة الأقراص الفمويّة  (phenylephrine).

تشمل الأعراض الجانبية لهذا الدواء ما يأتي:

  • عودة ظهور الأعراض أو تفاقم الأعراض عند التوقف عن الاستعمال.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • تسارع في ضربات القلب.
  • الشعور بالتوتر.
  • حدوث رعشة.


  • مضادات الكولين: و تعمل على تخفيف الإفرازات الأنفيّة كما و يُنصحّ بتوخي الحذر عن استخدامها في مرضى الجلوكوما، و مرضى التضخم في البروستات.  تشمل بخاخ الأنف (ipratropium).

تشمل الأعراض الجانبية:

  • جفاف في الأنف والفم 
  • النزيف عبر الأنف 


  1.             أدوية طويلة الفاعليّة:
  • مناهضات مستقبلات اللوكوتريين (Leukotriene receptor antagonists): تعمل هذه العقاقير لتثبط عمل اللوكوتريين التي تعتبر من المواد الالتهابية الأكثر فعاليةً التي يتم إفرازها عن طريق أنواع عدة من خلايا الدم البيضاء، لينتج عنها تخفيف ملحوظ في الأعراض. قد يعد هذا النوع من العقاقير خيارًا جيّدا للمرضى المصابين بالربو القصبي إضافةً إلى حمى القش، حيث تلعب مادة اللوكوتريين دورًا مهمًا في فسيولوجية كلتا الحالتين المرضيتين و منها دواء المنوتيلوكاست (Montelukast).6,8

تشمل الأعراض الجانبية ما يلي:

  • خطر أعلى للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
  • الصداع.


  • الكورتيكوستيرويدات (Intranasal Corticosteroids): تعطى على شكل بخاخ يرش داخل الأنف بشكل يوميّ [10]، حيث تقوم هذه العقاقير بتخفيف ظهور الأعراض كالعطاس والسيلان الأنفيّ نتيجة لعملها كمضاد فعال للالتهاب. تشمل fluticasone.

         تشمل الأعراض الجانبية:

  • جفاف الأنف.
  • الشعور بلسعة في الأنف.
  • النزيف عبر الأنف .


  • العلاج المناعي: 

يتم اللجوء للعلاج المناعيّ في حال عدم القدرة على تجنب المحسسّات المسببة للأعراض، أو عند زيادة شدة أعراض التهاب الأنف التحسسي أو عدم استجابتها لخيارات العلاج المذكورة سابقًا9. يتضمن هذا النوع من العلاج تعريض المريض لمشتقّات من المواد المسببّة للحساسية بحيث يتم زيادة تركيز هذه المشتقات بشكلٍ تدريجيّ بين الجرعات المتتالية، لينتج عنها تغيير في الحالة المناعيّة عند المريض لتتوقف الاستجابة التحسسيّة المعتادة عند التعرض لهذه المحسسّات في حياته اليومية. تتوفر عدة تركيبات للعلاج المناعيّ: أشهرها الحقن تحت الجلدية والتركيبات المُعطاة تحت اللسان2.

 

متى يتوجب على المريض استشارة الطبيب؟

يُنصح مرضى التهاب الأنف التحسسي بطرح أعراضهم على طبيب مختص في الحالات التالية10

  • أعراض التهاب الأنف التحسسي وحيدة الجانب
  • عدم تواجد أعراض أُخرى مؤشرة إلى تشخيص التهاب الأنف التحسسيّ غير الاحتقان الأنفيّ
  • الشعور بالألم
  • حدوث متكرر للنزيف عبر الفتحات الأنفية
  • فقدان حاسة الشم
  • كون المريضة حاملًا
  • التشخيص بالربو (قد يرجح تواجد صعوبة أو ضيق في التنفس لدى المريض هذا التشخيص)
  • عدم التحكم بالأعراض رغم استخدام العقاقير المناسبة، أو حدوث أعراض جانبية غير مرغوبة بسبب هذه العقاقير.

 

يُوصى بتحويل المريض إلى عناية طبيب الحساسيّة/ أخصائيّ الحساسيّة عند تواجد صعوبة في التحكم بالأعراض باستخدام العقاقير أو عند توصية الطبيب بالحاجة إلى القيام بفحوصات متقدمة للتأكُّد من دقة التشخيص بالتهاب الأنف التحسسيّ11.

 

المراجع:

 

 

  1.       Zhang Y, Lan F, Zhang L. Advances and highlights in allergic rhinitis. Allergy. Nov 2021;76(11):3383-3389. doi:10.1111/all.15044
  2.       Schuler Iv CF, Montejo JM. Allergic Rhinitis in Children and Adolescents. Pediatr Clin North Am. Oct 2019;66(5):981-993. doi:10.1016/j.pcl.2019.06.004
  3.       Skoner DP. Allergic rhinitis: definition, epidemiology, pathophysiology, detection, and diagnosis. J Allergy Clin Immunol. Jul 2001;108(1 Suppl):S2-8. doi:10.1067/mai.2001.115569
  4.       Seidman MD, Gurgel RK, Lin SY, et al. Clinical practice guideline: Allergic rhinitis. Otolaryngol Head Neck Surg. Feb 2015;152(1 Suppl):S1-43. doi:10.1177/0194599814561600
  5.       Green RJ, Van Niekerk A, McDonald M, et al. Acute allergic rhinitis. S Afr Fam Pract (2004). Oct 12 2020;62(1):e1-e6. doi:10.4102/safp.v62i1.5154
  6.       Dykewicz MS, Wallace DV, Baroody F, et al. Treatment of seasonal allergic rhinitis: An evidence-based focused 2017 guideline update. Ann Allergy Asthma Immunol. Dec 2017;119(6):489-511.e41. doi:10.1016/j.anai.2017.08.012
  7.       Kushnir NM. The role of decongestants, cromolyn, guafenesin, saline washes, capsaicin, leukotriene antagonists, and other treatments on rhinitis. Immunol Allergy Clin North Am. Aug 2011;31(3):601-17. doi:10.1016/j.iac.2011.05.008
  8.       Bernstein DI, Schwartz G, Bernstein JA. Allergic Rhinitis: Mechanisms and Treatment. Immunol Allergy Clin North Am. May 2016;36(2):261-78. doi:10.1016/j.iac.2015.12.004
  9.       Wheatley LM, Togias A. Clinical practice. Allergic rhinitis. N Engl J Med. Jan 29 2015;372(5):456-63. doi:10.1056/NEJMcp1412282
  10.     May JR, Dolen WK. Management of Allergic Rhinitis: A Review for the Community Pharmacist. Clin Ther. Dec 2017;39(12):2410-2419. doi:10.1016/j.clinthera.2017.10.006
  11.     Czech EJ, Overholser A, Schultz P. Allergic Rhinitis. Prim Care. Jun 2023;50(2):159-178. doi:10.1016/j.pop.2023.01.003

 

0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *