الألياف الرحمية

الالياف الرحمية

كتبت المقال: مها القضاة

دققت المقال: ديما ناصرية

تُعَدُّ الألياف الرحمية (Uterine fibroids) من أكثر الأورام الحميدة شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب،[1] إذ أنها أورام حميدة (غير سرطانية) تنشأ في عضلة الرحم وعادةً ما تكون متعددة، وقد يتراوح حجمها ما بين عدة ملليمترات وحتى 20 سم أو أكثر، ومن الجدير بالذكر أنه بحلول سن الخمسين، يقدَّر أن 70% من النساء سيكون لديهن واحدة أو أكثر من الألياف الرحمية.[2]

ما هي أعراض الألياف الرحمية؟ 

معظم النساء اللواتي يعانين من الألياف الرحمية لا يُظهرن أي أعراض، إلا أن بعضهن يعانين من أعراض وعلامات متفاوتة في الشدة[3]، ومن هذه الأعراض ما يلي: 

  • نزيف شهري غير منتظم وغزير مما قد يؤدي إلى حدوث فقر دم حاد[1]
  • آلام الحيض [1]
  • ضغط وألم في الحوض [1]
  • ألم أثناء الجماع [1]
  • سلس بولي [1]
  • عقم، وولادة مبكرة، وفقدان الحمل المبكر والمتكرر[1] 
  • النزف ما بين الدورة الشهرية [3]
  • أعراض ناتجة عن الضغط على الأعضاء المجاورة مثل الإحساس بالإمساك أو الانتفاخ [3]

ما هي الأسباب وعوامل الخطورة؟ 

سبب الألياف الرحمية لا يزال غير واضح، وفهمها البيولوجي ضعيف،[4] إلّا أنه يوجد مجموعة من عوامل خطورة تساهم في تطورها، ومنها ما يلي: 

  • تعد الألياف الرحمية شائعة ما بين النساء من مختلف الأعراق لكنها تكون أكثر شيوعًا لدى النساء ذوات الأصول الأفريقية [2]
  • مرض السكري [4]
  • ارتفاع ضغط الدم [4]
  • متلازمة تكيُّس المبايض [4]
  • السمنة [4]
  • من لم تحظى بأطفال من قبل.[4]
  • العمر المتقدم ومرحلة ما قبل انقطاع الطمث [5]  
  • نقص فيتامين د [5] 
  • التدخين، والمشروبات الكحولية [5]
  • التعرض لمصادر الهرمونات الطبيعية أو الاصطناعية مثل العلاجات الهرمونية. [6]

ما هي مضاعفات الألياف الرحمية؟  

على الرغم من شيوع الألياف الرحمية، إلّا أن مضاعفاتها نادرة نسبيًا، ولكن عند حدوثها، تكون سببًا بارزًا يؤثر على حياة المريضة، وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي إلى الوفاة، ومن هذه المضاعفات ما يلي[7]

  • العقم
  • فقدان الحمل المبكر والمتكرر أو الولادة المبكرة
  • النزيف داخل البطن
  • النزيف الشديد من المهبل
  • توسّع الحالب، وتوسّع حوض الكلية، واحتباس البول، والفشل الكلوي.
  • انقلاب الرحم أو تشوه الرحم

كيف يتم تشخيص الألياف الرحمية؟ 

يوجد العديد من الوسائل التي تساعد في تشخيص الألياف الرحمية،[8]  ومن هذه الوسائل ما يلي:

  • الفحص السريري للحوض، إذ يمكن عادةً تشخيص الألياف الرحمية السطحية عن طريق الفحص السريري للحوض، حيث يمكن أن يُظهر الرحم توسعًا وشكلًا غير منتظمًا متفاوتًا في الصلابة. [8] 
  • التصوير، إذ يعتمد الاختيار الأمثل للعلاج الطبي والإجراءات الجراحية على تقدير دقيق لحجم، وعدد وموقع الألياف، التي يتم تحديدها عن طريق تقنيات التصوير المختلفة والتي تتضمن كلًا مما يلي[9]: 
    • التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): يمكن إجراء التصوير بالسونار عبر البطن أو المهبل، وهي من أكثر التقنيات المنتشرة والفعّالة في التمييز بين الألياف الرحمية والحالات الأخرى في منطقة الحوض، وتعد من أقل التقنيات تكلفة.
    • فحص الأشعة بحقن محلول ملحي (Saline-infusion sonography): يتم فيه استخدام المحلول الملحي في تجويف الرحم لتحديد شكل الألياف الرحمية، وتضخمات بطانة الرحم أو الأورام السرطانية.  
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging): يُتيح التصوير بالرنين المغناطيسي التقييم الدقيق لموقع الألياف الرحمية، مما يساعد الجراح في عدم تفويت أيًا منها خلال العملية الجراحية.
  • تنظير الرحم (Hysteroscopy)  
  • الفحوصات المخبرية: تعد الفحوصات المخبرية للدم من أساسيات تقييم النزيف غير المنتظم لتحديد وجود فقر الدم وأي حالات مرضية أخرى قد تكشفها نتائج الفحوصات، وتتضمن فحص الدم الكامل، ومخزون الحديد، وعوامل التخثر وغيرها.[9]

ما هو علاج الألياف الرحمية؟

خيارات علاج الألياف الرحمية تتنوع بين الانتظار مع الترقب، والعلاج الدوائي، والإجراءات الجراحية، ويتوقف اختيار العلاج على وجود الأعراض وشدتها، إذ ليس من الضروري علاج الألياف الرحمية التي لا تسبب أي أعراض، كما يعتمد الاختيار على الرغبة في الحفاظ على الرحم أو الرغبة في الإنجاب.[10]

العلاج الدوائي: تتلقى النسبة الأكبر من النساء اللواتي يعانين من أعراض الألياف الرحمية العلاج الدوائي أكثر من الجراحي، وفي ما يلي أبرز هذه العلاجات[10]:

  • حبوب منع الحمل
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)  
  • الهرمون المحفز لإفراز الهرمونات المنشطة للتناسل (Gonadotropin-releasing hormone/GnRH agonists): زيادة توافر هذا الهرمون يُقلل من إفراز المبيض للإستروجين والبروجسترون، مما يُقلل من نمو الألياف الرحمية، ويُعزز انقباض عضلات الرحم لتحسين النزف والأعراض الجسمانية.
  • عوامل مستقبلات هرمون الإستروجين (Estrogen receptor agents): ترتبط بعض عوامل هرمون الإستروجين بالمستقبلات لتثبيط عمل هرمون الإستروجين، وهذا يساهم في تقليل حجم الألياف الرحمية.
  • موانع الحمل الإستروجينية-البروجسترونية: يمكن استخدام حبوب منع الحمل المركبة للحد من النزيف والألم. 
  • حمض الترانيكزاميك (Tranexamic acid): حمض الترانيكزاميك يعزز تخثر الدم ويُستخدم لتقليل النزيف الشديد وللحد من فقدان الدم بعد العمليات الجراحية.

الإجراءات الجراحية الغير تداخلية: هناك عدة إجراءات غير جراحية أو قليلة التدخل لعلاج الألياف الرحمية، تُستخدم عادةً في حالة عدم فعالية العلاج الدوائي، أو عند وجود أسباب صحية تمنع إجراء العملية الجراحية، أو عند رغبة المرأة في الحفاظ على الرحم، وأبرز هذه الإجراءات ما يلي[10]

  • إصمام شريان الرحم (Uterine artery embolization and occlusion): تستخدم هذه التقنية لوقف تدفق الدم إلى الألياف الرحمية، مما يؤدي إلى موت الخلايا وتقليل حجم الليف والأعراض المرتبطة به.
  • الموجات فوق الصوتية المركزة (HIFU): توجه شعاع مركز من الموجات فوق الصوتية بواسطة التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي نحو الليف الرحمي، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة المستهدفة بالحرارة.
  • الاستئصال بالترددات الراديوية (Radiofrequency ablation): يتضمن هذا الإجراء استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لتحديد مواقع الألياف الرحمية، وبعد ذلك يتم استئصالها باستخدام جهاز يوصل الطاقة الراديوية إلى الليف الرحمي.

الإجراءات الجراحية التقليدية، تتضمن هذه الإجراءات كلًا مما يلي[10]

  • استئصال بطانة الرحم (Endometrial ablation): هو إجراء يقوم بتدمير البطانة الرحمية، الهدف منه هو التقليل أو التخلص من نزيف الرحم، ومن الجدير بالذكر أنه لا يُنصح بالحمل بعد استئصال بطانة الرحم، وقد يُجرى إغلاق للقناة الرحمية بالتزامن مع الاستئصال. 
  • استئصال الورم العضلي (Myomectomy): هي عملية يتم فيها استئصال الليف الرحمي وإصلاح أي عيب في جدار الرحم، وتعدُّ هذه العملية مناسبة للنساء اللواتي يرغبن في الاحتفاظ بالرحم، ويمكن إجراء الاستئصال عبر جراحة شق في البطن أو يمكن الوصول إلى الليف عن طريق إدخال المنظار الرحمي خلال عنق الرحم.
  • استئصال الرحم (Hysterectomy): الاستئصال الجراحي الكامل للرحم يُعتبر العلاج الدائم والنهائي للألياف الرحمية، وهو الخيار المناسب للنساء اللواتي انتهين من الإنجاب. 

المراجع: 

  1. Navarro A, Bariani MV, Yang Q, Al-Hendy A. Understanding the Impact of Uterine Fibroids on Human Endometrium Function. Front Cell Dev Biol. 2021 May 25;9:633180. doi: 10.3389/fcell.2021.633180. PMID: 34113609; PMCID: PMC8186666

Available from: https://doi.org/10.3389/fcell.2021.633180

  1. Williams ARW. Uterine fibroids – what’s new? F1000Res. 2017 Dec 7;6:2109. doi: 10.12688/f1000research.12172.1. PMID: 29259779; PMCID: PMC5721931

Available from: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29259779/ 

  1. Wen-Hsiang Su, Wen-Ling Lee, Ming-Huei Cheng, Ming-Shyen Yen, Kuan-Chong Chao, Peng-Hui Wang, Typical and atypical clinical presentation of uterine myomas, Journal of the Chinese Medical Association, Volume 75, Issue 10,2012, Pages 487-493, ISSN 1726-4901, 

Available from: https://doi.org/10.1016/j.jcma.2012.07.004.

  1. Stanley Okolo, Incidence, aetiology and epidemiology of uterine fibroids, Best Practice & Research Clinical Obstetrics & Gynaecology, Volume 22, Issue 4, 2008, Pages 571-588, ISSN 1521-6934, https://doi.org/10.1016/j.bpobgyn.2008.04.002.

Available from: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S152169340800062X

  1. RT Journal Article Yang, Qiwei Ciebiera, Michal Bariani, Maria Victoria Ali, Mohamed Elkafas, Hoda Boyer, Thomas G Al-Hendy, Ayman Comprehensive Review of Uterine Fibroids: Developmental Origin, Pathogenesis, and Treatment SN 0163-769X RD 4/6/2024 

Available from: https://doi.org/10.1210/endrev/bnab039

  1. Delgado BJ, Lopez-Ojeda W. Estrogen. [Updated 2023 Jun 26]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2024 Jan-. Available from: Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK538260/
  2. Sparic, Radmila & Terzic, Milan & Malvasi, Antonio & Tinelli, Andrea. (2014). Uterine fibroids – clinical presentation and complications. Acta chirurgica iugoslavica. 61. 41-48. 10.2298/ACI1403041S.
  3. William H. Parker, Etiology, symptomatology, and diagnosis of uterine myomas, Fertility and Sterility, Volume 87, Issue 4, 2007, Pages 725-736, ISSN 0015-0282, doi: https://doi.org/10.1016/j.fertnstert.2007.01.093.

Available from:  (https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S001502820700221X)

  1. Davis E, Sparzak PB. Abnormal Uterine Bleeding. [Updated 2023 Sep 4]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2024 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK532913/

Hartmann KE, Fonnesbeck C, Surawicz T, et al. Management of Uterine Fibroids [Internet]. Rockville (MD): Agency for Healthcare Research and Quality (US); 2017 Dec. (Comparative Effectiveness Review, No. 195.) Introduction. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK537736/

0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *