اضطراب الوسواس القهري
كتبت المقال: زينب بني عيسى
دققت المقال: سهيلة دبابسة
يعد اضطراب الوسواس القهري من الأمراض المزمنة التي عادةً ما تبدأ بالظهور في مرحلة الطفولة أو المراهقة ليستمر بعدها مدى الحياة. يعد هذا الاضطراب من الاضطرابات التي تشكل عقبة في الحياة اليومية للشخص المصاب وتحد من ممارسة نشاطاته بالشكل الطبيعي.[1]
تعريف المرض:
يتميز اضطراب الوسواس القهري (Obsessive compulsive disorder) بمجموعة من الأفكار والدوافع الخارجة عن رغبة الشخص بصورة متكررة (هواجس) التي بدورها تدفع الشخص للقيام بسلوكيات معينة بشكل مستمر (سلوكيات قهرية). إنّ غالبية المرضى يعانون من الهواجس والسلوكات القهرية معًا وتؤثر هذه الأفكار الدخيلة بشكل سلبي على الشخص المصاب متسببةً بالقلق الدائم والإرهاق النفسي.[1]
الأعراض والعلامات:
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري من أعراض متمثلة بالوساوس أو السلوكيات القهرية أو كليهما، مما يعيق ذلك ممارساتهم اليومية وتؤثر سلبًا على نواحي الحياة مثل العمل، والدراسة، والعلاقات الاجتماعية.[2]
-
الوساوس:
تتعدد الوساوس التي قد يعاني منها الشخص إلا أن أشهرها[2]:
- الخوف الدائم من الاتساخ وانتقال الجراثيم.
- أفكار غير مرغوبة تتعلق بالجنس أو الدين أو إلحاق الأذى بالآخرين.
- أفكار عدائية تجاه الآخرين أو الذات.
- المثالية عند القيام بالأعمال والاهتمام بأدق التفاصيل.
-
السلوكيات القهرية:
أما فيما يتعلق بالسلوكات القهرية فإن غالبيتها تحدث معنا خلال اليوم، ولكنّ ما يميزها في اضطراب الوسواس القهري أنها زائدة عن الحد الطبيعي ويقضي الشخص ما مجموعه ساعة خلال اليوم الواحد للقيام بهذه السلوكيات، ومنها[2]:
- غسل اليدين أو تعقيمها بشكل متكرر خلال اليوم.
- الدقة عند ترتيب الحاجيات بنمط وتناسق معين.
- تكرار بعض الأفعال مثل التأكد من إغلاق الأبواب أو أنبوبة الغاز.
- استعمال العدّ لأرقام معينة بهدف إزالة الخطر عن النفس أو عن الآخرين.
الأسباب وعوامل الخطورة:
إنّ السبب الرئيس وراء الإصابة باضطراب الوسواس القهري غير معروف حتى الآن،[3] إلا أنه يوجد تداخل بين العوامل البيئية والجينية التي تلعب دورًا في زيادة نسبة حدوث الاضطراب، ومنها:
-
العامل الوراثي:
- حيث أظهرت الأبحاث أنّ 45-65% من الحالات في البالغين تُعزى للعامل الجيني.[3]
- الضغوطات والصدمات النفسية.[4]
-
وجود أمراض نفسية أخرى،
مثل:
- القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.[1]
- العدوى البكتيرية (العِقديّة المقيّحة) عند بعض الأطفال (Pediatric Autoimmune Neuropsychiatric Disorders Associated with Streptococcal Infections).[3]
- المضاعفات أثناء الولادة وتأثيرها على الأم.[4]
- التغيرات الهرمونية عند الحامل.[1]
المضاعفات:
إن الاضطرابات النفسية مثل الوسواس القهري لا تقل أهمية عن الأمراض العضوية مثل أمراض الكلى على سبيل المثال لما لها من مضاعفات جسيمة على صحة الفرد مما يلزم الانتباه لها ومتابعتها. إنّ الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري يكونون أكثر عرضة للإصابة بما يلي[5]:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- السمنة.
- السكري من النوع الثاني.
التشخيص:
تخضع عملية تشخيص الوسواس القهري لعدة أُسس يقوم بتطبيقها الطبيب النفسي بالاعتماد على معايير عالمية مثل (DSM-5) و (ICD-11)، ويتم ذلك من خلال ما يأتي:
-
السيرة المرضية:
- يعتمد التشخيص بالدرجة الأولى على السيرة المرضية للشخص، فيجب أخذها بشكل مفصل لمعرفة طبيعة الهواجس والسلوكيات القهرية ومدى تأثيرها على حياة الفرد، بالإضافة لمعرفة الوقت الذي يستغرقه التفكير والقيام بهذه السلوكيات.[4]
-
الفحص السريري والمخبري:
- تعتبر الفحوصات السريرية والمخبرية من أهم الخطوات المتبعة في عملية التشخيص، حيث أنها تتم بهدف التأكد من أن الأعراض التي يعاني منها الشخص ليست بسبب حالة صحية معينة أو عرض جانبي لأحد الأدوية.[4]
العلاج:
تنقسم علاجات اضطراب الوسواس القهري إلى قسمين:
-
العلاج غير الدوائي:
وهو ما يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral therapy). يتم تعريفه على أنه مجموعة من الأساليب التي تستعمل مع المصابين للتخلص من الأفكار و السلوكيات الخارجة عن الرغبة، ويتم تطبيق هذه الأساليب بالتدريج عن طريق[6]:
- الأساليب النفسية التربوية.
- أساليب التدريب المعرفي.
- العلاج بالتعرض التدريجي للمسبب ومحاولة منع الاستجابة له.
-
العلاج الدوائي:
إن نوع العلاج الدوائي المستخدم يختلف من شخصٍ إلى آخر تبعاً لشدة الأعراض التي يعاني منها. تختلف استجابة المرضى لهذه الأدوية إلا أنها قد أثبتت فعاليتها في التقليل من الهواجس والسلوكات القهرية، ومن هذه الأدوية[7]:
- مثبطات إعادة السيرتونين الاختيارية (Selective serotonin reuptake inhibitors)
- مثبطات استرداد السيرتونين والنورابنفرين (Serotonin and norepinephrine reuptake inhibitors)
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressant)
- مضادات الذهان اللانمطية (Atypical antipsychotics)
المصادر:
1-
UpToDate. [cited 2023Feb3]. Available from:https://www.uptodate.com/contents/obsessive-compulsive-disorder-in-adults-epidemiology-pathogenesis-clinical-manifestations-course-and-diagnosis?search=obsessive+compulsive+disorder&source=search_result&selectedTitle=2~150&usage_type=default&display_rank=2
2-
Obsessive-compulsive disorder [Internet]. National Institute of Mental Health. U.S. Department of Health and Human Services; [cited 2023Feb3]. Available from: https://www.nimh.nih.gov/health/topics/obsessive-compulsive-disorder-ocd
3-
Obsessive-compulsive disorder – statpearls – NCBI bookshelf [Internet]. [cited 2023Feb3]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK553162/
4-
Stein DJ, Costa DLC, Lochner C, Miguel EC, Reddy YCJ, Shavitt RG, et al. Obsessive-compulsive disorder [Internet]. Nature reviews. Disease primers. U.S. National Library of Medicine; 2019 [cited 2023Feb3]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7370844/
5-
Author links open overlay panelKayoko Isomura a c, a, c, b, d, AbstractBackgroundObsessive-compulsive disorder (OCD) is associated with increased mortality. Metabolic and cardiovascular complications in obsessive-compulsive disorder: A total population, sibling comparison study with long-term follow-up [Internet]. Biological Psychiatry. Elsevier; 2017 [cited 2023Feb3]. Available from: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0006322317322862
6-
UpToDate. [cited 2023Feb3]. Available from: https://www.uptodate.com/contents/psychotherapy-for-obsessive-compulsive-disorder-in-adults?search=psychotherapy+OCD&source=search_result&selectedTitle=1~150&usage_type=default&display_rank=1
7-
UpToDate. [cited 2023Feb3]. Available from: https://www.uptodate.com/contents/pharmacotherapy-for-obsessive-compulsive-disorder-in-adults?search=pharmacology+of+obcessive+compulsive+disorder&source=search_result&selectedTitle=2~150&usage_type=default&display_rank=2
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!