ضربات الحرارة
كتب المقال: مهند يامين
دققت المقال: صبا الصمادي
يسود المناخ الصحراوي غالبية المناطق الجغرافية في الأردن مما يجعل الطقس حارًا وجافًا في معظم أوقات فصل
الصيف، [1] والذي تكثر فيه فرص حدوث الموجات الحارة والمرتفعات الجوية التي من شأنها أن تعرض الأفراد لخطر الإصابة
بالإجهاد الحراري وخاصة ضربات الحرارة. [2]
ضربات الحرارة
تُعَدّ ضربات الحرارة من الحالات المرضيّة المُهَدِدة للحياة، والتي ترتفع فيها درجة حرارة جسم الإنسان فوق ال 40 درجة
مئوية (104 درجة فهرنهايت) نتيجة خلل في التوازن بين عملية إنتاج الحرارة و طردها خارج الجسم، مما يؤدي إلى
اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي وصولاً إلى فشل الأعضاء المتعدد وحتى الوفاة في بعض الحالات. من الجدير
بالذكر أن هذه الحالات تَكُثر في فصل الصيف وعند الأطفال وكبار السن خاصة. [2]
أنواع ضربات الحرارة
تُقسم ضربات الحرارة بناءً على آلية حدوثها إلى نوعين رئيسين، في الحالتين يعاني الجسم من قصور في التخلص من
الحرارة الزائدة، تالياً توضيح لهما: [2]
● ضربات الحرارة الجهديّة:
يحدث هذا النوع من ضربات الحرارة بسبب مجهود بدني شاق يؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم نتيجة الطاقة المفرطة
الموَلدة من العضلات، أو نتيجة العمل في طقس شديد الحرارة أو الرطوبة، حيث تَكثُر هذه الحالات عند أصحاب المهن البدنية
الشاقة واللذين يتطلب عملهم ارتداء ملابس ثقيلة كرجال الإطفاء والعمَّال والرياضيين.
● ضربات الحرارة غير الجهديّة:
لا يكون إرتفاع الحرارة في هذه الحالات عادةً مقترناً بجهد بدني شاق بل ينتج عن وجود صعوبات لدى المصابين في الحركة
والوصول إلى مصدر مياه للحفاظ على الرطوبة في ظروف الطقس الحار كما هو الحال لدى المرضى العاجزين عن الحركة
ومرضى السمنة المفرطة و فقدان الذاكرة والخرف وكبار السن أيضاً. كما وتكثر هذه الحالات عند الأطفال في الطقس الحار
بسبب ضعف الإحساس بالحرارة لديهم وعدم تطور آليات التنظيم الحراري في جهازهم العصبي المركزي بعد.
الأعراض
تختلف أعراض ضربة الحرارة تَبَعاً لشدّتها ومن أهمها: [3]
● ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق الـ 40 مئوية.
● الإرهاق الشديد.
● الصداع.
● غثيان واستفراغ.
● سخونة و جفاف الجلد.
● تسارع في معدل التنفس ودقات القلب.
● تقلصات و تصلب وآلام عضلية.
● أعراض عصبية كالهلوسة والهذيان والصداع وفقدان الوعي والتشنجات.
عوامل الخطر
يتزامن حدوث ضربات الحرارة بصورة أكبر عند وجود مجموعة من عوامل الخطر، [2] ومن أبرزها:
● الطقس:
يُعد "مؤشر الحرارة" – وهو مؤشر يُعبر عن شدة الحرارة الفعلية التي تؤثر على الإنسان بحيث يجمع بين درجة حرارة
الهواء ونسبة الرطوبة بالجو- أَحد أهم العوامل لتحديد خطورة ضربات الحرارة؛ حيث يكون خطر الإصابة أكبر إذا ما تجاوز
مؤشر الحرارة الـ 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية). [4]
● العمر:
تزداد فرص الإصابة لدى حديثي الولادة والأطفال تحت الأربع سنوات، كما وتزداد عند كبار السن فوق عمر الـ 65 سنة [2] .
● الأمراض المزمنة:
وتشمل أمراض القلب والرئتين والكلى ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة المفرطة، بالإضافة إلى مرضى فقر
الدم المنجلي و الخرف والزهايمر. [2]
● الأدوية:
بعض الأدوية تزيد من خطر الإصابة كالثايروكسين ومضادات الهستامين والاكتئاب والصرع، وأدوية ارتفاع ضغط الدم
والقلب كمدرات البول وحاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم. [2]
● استخدام الممنوعات:
الكحول والمخدرات والمواد المنشطة كالوكايين والأمفيتامين تزيد احتمال ضربات الحرارة بشكل كبيرة أيضًا. [2]
● العدوى:
العدوى البكتيرية أو الفيروسية. [2]
المضاعفات :
على الرغم من أن معظم حالات ضربات الحرارة تتعافى خلال بضعة أيام من ظهور الأعراض؛ إلا أن التأخر بتقديم
المساعدة الطبية المناسبة قد يؤدي إلى مضاعفات عديدة [2] ، ومن ضمنها:
● التخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية. [5]
● متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. [5]
● فشل قلبي، رئوي و كلوي حاد. [5]
● انخفاض ضغط الدم. [5]
● انحلال الربيدات. [6]
● مضاعفات عصبية والتي قد تستمر لبضع أسابيع أو أشهر مثل ترنح المخيخ (cerebellar ataxia) ، والتلعثم
بالكلام ، والاضطرابات المعرفية ، وفقدان الذاكرة التقدميّ. [2]
● الوفاة؛ ما لم تُقدم الرعاية الطبية العاجلة. [5]
العلاج
في حال الاشتباه بوجود شخص يعاني من ضربة الحرارة فيجب الإسراع فوراً بطلب المساعدة الطبية الطارئة و إجراء تدابير
الإسعافات الأولية على النحو التالي: [7]
1. قم بنقل المصاب إلى منطقة باردة أو ذات حرارة معتدلة بعيداً عن أشعة الشمس.
2. انزع عن المصاب أي ملابس إضافية كالسترة والحذاء والجوارب.
3. باشر بخفض حرارة المريض عبر سكب ماء بارد عليه أو تسليط المروحه نحو جسمه أو بوضع كمادات ماء بارد
تحت الإبطين وحول منطقة الرأس و الرقبة والفخذين.
4. إبقَ مع المريض إلى حين قدوم المساعدة الطبية.
وعند وصول المريض إلى غرفة الطوارئ يتم استكمال الخطة العلاجية على النحو التالي [8] :
● معالجة هبوط ضغط الدم و انسداد مجرى التنفس-إن وجد:
حيث يتم تنبيب المريض وربطه بوحدة التنفس الاصطناعي إذا كان يعاني من فشل رئوي أو في حالات خاصة تستلزم هذا
الأمر، كما ويتم علاج هبوط ضغط الدم بصورة طارئة بتزويد المريض بمحلول ملحي عبر الوريد ومراقبة المؤشرات
الحيوية عن كثب.
● إجراءات تبريد جسم المريض ومراقبة الحرارة:
يُعَد التبريد السريع لجسم المريض العامل الأهم في التقليل من خطر مضاعفات ضربة الحرارة. ويتم ذلك عبر عدة طرق
ويتم الاستمرار في هذه الإجراءات إلى أن تصل حرارة جسم المصاب إلى 39 درجة مئوية.
من الأمثلة على هذه الإجراءات التالي:
❖ رش رذاذ الماء البارد
❖ تسليط هواء المروحة على جسم المريض
❖ غمر جسم المريض بحمام ماء مثلج حيث تعتبر هذه الطريقة الأكثر فعالية.
● التقليل من انفعالية المريض والارتعاش:
قد يلجأ المعالج إلى تزويد المصاب بأدوية مهدِئه في حال إنفعاله نتيجة الهذيان المصاحب لضربة الحرارة أو الارتعاش الناتج
عن العلاج التبريدي وذلك للمساهمة بتقليل حرارة المريض بصورة أكثر فعالية.
الوقاية :
يُعتبر اتباع إجراءات الوقاية العامل الأساسي لمنع حدوث ضربات الحرارة خاصة في أيام الصيف الحارة، [9] ومن أهم هذه
الإجراءات:
● البقاء في أماكن مزودة بأنظمة تكييف داخلي وعدم الخروج في أوقات الظهيرة إلا للضرورة. [9]
● التقليل من النشاط البدني في أوقات الظهيرة وأيام الصيف الحارة، وأخذ قسط من الراحة بصورة منتظمة إن لزم
العمل في هذه الظروف. [9]
● شرب كميات كافية من المياه وتجنب الشعور بالعطش. [9]
● تأجيل أوقات ممارسة الرياضة أو العمل إلى ساعات الصباح الباكر أو المساء تجنباً لدرجات الحرارة العالية. [9]
● التأكد من ارتداء ملابس صيفية فضفاضة ذات قماش نافذ لبخار الماء وتجنب ارتداء ملابس ضيقة أو ذات عدة
طبقات. [9]
● الوقاية من حروق الشمس عن طريق استخدام واقي شمس مناسب وارتداء النظارات الشمسية وقبعة أو حمل
مظلية. [9]
● تجنب ترك أي شخص أو طفل في السيارة وغلقها خاصة في أوقات الظهيرة؛ إذ بالإمكان أن ترتفع درجة حرارة
السيارة المركونة تحت أشعة الشمس مما قد يؤدي إلى وفاة الطفل نتيجة ضربة الحرارة. [10]
أما في حال وجود أعراض جهد حراري أو تقلصات عضلية حرارية؛ فيجب المباشرة بتخفيض درجة حرارة جسمك لتجنب
الإصابة بضربة حرارة عبر إتباع ما يلي: [9]
● تحرك بعيداً عن أشعة الشمس و ابق في مكان ظليل أو داخل مبناً مزود بأنظمة تكييف.
● رش نفسك بمياه باردة ومن ثم اجلس أمام المروحة.
● قم بأخذ حمام ماء بارد.
● تزود بكمية كافية من الماء البارد وتجنب تناول مشروبات قد تحتوي على الكحول أو الكافيين.
● تخلص من أي ملابس زائدة ترديها.
● ضع كمادات ماء بارد حول عنقك وتحت إبطك وعلى منطقة الفخذين.
● أطلب المساعدة الطبية الطارئة في حالة اشتداد الأعراض أو عدم تحسنها.
المراجع:
[1]:https://www.arabiaweather.com/ar/amp/content/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AE-
%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86?fbclid=IwAR0vUtqbk-
9XSylshgjLv6cGX5S0JjHVFYsVOS_QEAM98w-bKpKaGtM0ZvQ
[2] Epstein Y, Yanovich R. Heatstroke.. N Engl J Med. 2019; 380(25): p.2449-
2459. doi: 10.1056/NEJMra1810762
[3]: Asmara IGY. Diagnosis and Management of Heatstroke.. Acta Med Indones. 2020;
52(1): p.90-97. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32291378/
[4]: https://www.weather.gov/ama/heatindex
[5]: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK537135/
[6] Trujillo MH, Fragachán G C. Rhabdomyolysis and Acute Kidney Injury due to Severe Heat
Stroke.. Case reports in critical care. 2011; 2011: p.951719. doi: 10.1155/2011/951719
[7]: https://www.cdc.gov/niosh/topics/heatstress/heatrelillness.html
[8]: https://www.uptodate.com/contents/severe-nonexertional-hyperthermia-classic-
heat-stroke-in-adults#disclaimerContent
[9]: https://www.uptodate.com/contents/heat-stroke-the-
basics?topicRef=176&source=see_link
[10]: https://www.nhtsa.gov/campaign/heatstroke
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!