جدري القرود (Monkeypox)
كتابة وتدقيق: ديما ناصرية
جدري القرود هو مرض فيروسي نادر ينتمي إلى نفس عائلة فيروسات الجدري، تم اكتشافه لأول مرة في القردة عام 1958 ومن هنا جاء اسمه. يصيب المرض البشر والحيوانات على حد سواء، وهو أكثر شيوعًا في غرب ووسط إفريقيا. على الرغم من تشابه الأعراض بينه وبين الجدري البشري، إلا أن جدري القرود أقل خطورة، خاصة في البلدان ذات الرعاية الصحية الجيدة.[1]
سبب المرض
يتسبب فيروس جدري القرود في المرض، وهو فيروس DNA مزدوج السلسلة ينتمي إلى عائلة “Poxviridae” وجنس “Orthopoxvirus”. ينتقل الفيروس من الحيوانات إلى البشر عبر ملامسة دم الحيوانات المصابة أو سوائلها، أو عن طريق لدغات الحيوانات. كما يمكن أن ينتقل بين البشر من خلال الاتصال المباشر مع السوائل الجسدية للشخص المصاب، البثور الجلدية، أو القطيرات التنفسية.[2]
أعراض المرض
تشمل الأعراض الرئيسية لجدري القرود: [1]
- الحمى: غالبًا ما تكون أول علامة للمرض وتستمر لبضعة أيام.
- الصداع: يصاحب الحمى وغالبًا ما يكون شديدًا.
- آلام في العضلات والظهر.
- التعب: يشعر المريض بضعف عام وإرهاق.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية: على عكس الجدري التقليدي، يعاني مرضى جدري القرود من تضخم في الغدد الليمفاوية.
- طفح جلدي: يظهر الطفح الجلدي عادةً بعد 1-3 أيام من ظهور الحمى، ويبدأ في الوجه قبل أن ينتشر إلى بقية أجزاء الجسم، بما في ذلك اليدين والقدمين. يتحول الطفح إلى حويصلات مملوءة بسائل تتحول في النهاية إلى قشور.
التشخيص
يعتمد التشخيص الأولي على التاريخ المرضي والفحص السريري، وخاصة عند وجود سفر إلى مناطق موبوءة. لتأكيد الإصابة، يمكن استخدام اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) الذي يكتشف الحمض النووي للفيروس في العينات المأخوذة من البثور الجلدية أو اللعاب أو الدم.[3]
الانتقال والوقاية
ينتقل جدري القرود عبر:[4]
- الاتصال المباشر مع الجلد المصاب أو السوائل الجسدية.
- القطيرات التنفسية، خاصة عند التواصل القريب لفترة طويلة.
- ملامسة الأسطح الملوثة التي تحتوي على الفيروس.
للوقاية من جدري القرود:[5]
- تجنب ملامسة الحيوانات البرية في المناطق الموبوءة.
- غسل اليدين بانتظام وتجنب ملامسة العين أو الأنف بعد التعامل مع الحيوانات أو الأشخاص المصابين.
- استخدام معدات الحماية الشخصية (PPE) للعاملين في مجال الرعاية الصحية عند التعامل مع المرضى.
العلاج
لا يوجد علاج محدد لجدري القرود، ولكن يمكن التحكم في الأعراض. يعتبر لقاح الجدري البشري فعالًا بنسبة تصل إلى 85% في الوقاية من جدري القرود. كما أن العلاجات المضادة للفيروسات مثل “Tecovirimat” قد تكون مفيدة، خاصة في الحالات الشديدة.[5]
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
تكون الفئات التالية أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات جدري القرود:[1]
- الأطفال الصغار.
- الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
- النساء الحوامل.
مضاعفات المرض
قد تشمل المضاعفات:[6]
- الالتهابات الجلدية الثانوية.
- التهاب الرئة.
- التهاب الدماغ في حالات نادرة.
الوضع الحالي وانتشار المرض
في العقود الماضية، كانت حالات جدري القرود محصورة إلى حد كبير في مناطق إفريقيا، وخاصة في الكونغو ونيجيريا. ومع ذلك، شهد العالم تفشيًا في عام 2022، حيث تم الإبلاغ عن حالات متعددة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.[7]
توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) تركز على تعزيز الوعي حول المرض، تحسين أنظمة الرصد، وإجراء البحوث للتعرف على الفيروس بشكل أفضل والحد من انتشاره.[1]
جدري القرود لا يزال يمثل تحديًا للصحة العامة في بعض المناطق، خاصة مع تزايد انتشاره خارج إفريقيا. تعزيز التوعية والوقاية، إلى جانب استخدام اللقاحات والعلاجات المتاحة، يمثل السبيل الأفضل للحد من انتشار هذا الفيروس النادر.
المراجع
- World Health Organization (WHO), “Monkeypox: Key Facts.
- Centers for Disease Control and Prevention (CDC), “Monkeypox in Animals.
- Altindis, M., Puca, E., & Shapo, L. (2022). Diagnosis of monkeypox virus–An overview. Travel medicine and infectious disease, 50, 102459.
- Grant, R., Nguyen, L. B. L., & Breban, R. (2020). Modelling human-to-human transmission of monkeypox. Bulletin of the World Health Organization, 98(9), 638.
- Rizk, J. G., Lippi, G., Henry, B. M., Forthal, D. N., & Rizk, Y. (2022). Prevention and treatment of monkeypox. Drugs, 82(9), 957-963.
- Billioux, B. J., Mbaya, O. T., Sejvar, J., & Nath, A. (2022). Potential complications of monkeypox. The Lancet Neurology, 21(10), 872.
- Reed, K. D., Melski, J. W., Graham, M. B., Regnery, R. L., Sotir, M. J., Wegner, M. V., Kazmierczak, J. J., Stratman, E. J., Li, Y., Fairley, J. A., Swain, G. R., Olson, V. A., Sargent, E. K., Kehl, S. C., Frace, M. A., Kline, R., Foldy, S. L., Davis, J. P., & Damon, I. K. (2004). The detection of monkeypox in humans in the Western Hemisphere. The New England journal of medicine, 350(4), 342–350. https://doi.org/10.1056/NEJMoa032299
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!